إصابة 152 شخصاً إثر حريق متعمد في قطار بكوريا الجنوبية
إصابة 152 شخصاً إثر حريق متعمد في قطار بكوريا الجنوبية
تسبب حريق متعمد اندلع، صباح السبت، داخل إحدى عربات قطار مترو الأنفاق رقم 5 في العاصمة الكورية الجنوبية سيئول، في إصابة 152 شخصًا، بينهم 23 نُقلوا إلى المستشفى جراء استنشاق الدخان، فيما تلقى 129 آخرون الإسعافات الأولية في موقع الحادث.
وأفادت سلطات الإطفاء بأن الحريق تسبب في أضرار مادية جسيمة، تجاوزت قيمتها 217 ألف دولار أمريكي، بعد أن دمرت النيران جزءًا من إحدى العربات، فيما لحقت أضرار كبيرة بمقطورتين إضافيتين بفعل الدخان الكثيف، وفق وكالة "شينخوا" الصينية.
وهرب أكثر من 400 راكب عبر النفق بعد تصاعد الدخان، في لحظات وصفها شهود عيان بأنها "مرعبة" داخل القطار الذي كان يسير بين محطتَي "يوينارو" و"مابو" عند الساعة 8:43 صباحًا.
واستخدم السائق وعدد من الركاب طفايات الحريق في محاولة لاحتواء النيران قبل وصول فرق الإطفاء.
السيطرة على الحريق
أكدت السلطات أن قوات الطوارئ سيطرت على الحريق بالكامل عند الساعة 10:24 صباحًا، بعد أن دفعت بـ230 عنصرًا من رجال الإطفاء والشرطة والمسعفين إلى الموقع.
وأعلنت الشرطة أنها ألقت القبض على المشتبه به في تمام الساعة 9:45 صباحًا، بعد أن اعترف صراحة بإشعال الحريق أثناء التحقيق الأولي.
وصرحت الشرطة بأنه رجل كوري في الستينيات من عمره، برر فعلته بأنه كان "غاضبًا من نتيجة دعوى طلاق خسرها أخيرًا".
تقصير في أنظمة المراقبة
أوضحت الشرطة أن المشتبه به كان قد صعد إلى القطار حاملًا ولاعة وخزان وقود، قبل أن يشعل النار في بعض الملابس، ما أدى إلى تصاعد الدخان بسرعة داخل العربة.
وتمكنت الشرطة لاحقًا من نقله إلى خارج القطار، وكان جسده ملوثًا بالسخام نتيجة الحريق.
وأعلنت شركة مترو سيئول نيتها اتخاذ إجراءات قانونية بحق الجاني، مطالبةً بتعويضات عن الأضرار التي لحقت بالبنية التحتية.
وأبدت استغرابها من تعطل بث كاميرات المراقبة داخل القطار إلى مركز التحكم خلال وقوع الحادث، وهو ما سيفتح تحقيقًا داخليًا لتحديد المسؤوليات التقنية.
أمان المواصلات في كوريا الجنوبية
اشتهرت كوريا الجنوبية منذ سنوات بتطوير واحد من أكثر أنظمة المترو تقدمًا وكفاءة في العالم، حيث يعتمد الملايين من السكان على القطارات يوميًا، في بلد تُعطى فيه أولوية قصوى لوسائل النقل العامة، خصوصًا في العاصمة سيئول التي يبلغ عدد سكانها نحو 10 ملايين نسمة.
ورغم هذه السمعة، شهدت كوريا الجنوبية في الماضي حوادث محدودة داخل القطارات، فإن هذا الحريق يُعد من بين أخطر الحوادث المرتبطة بأعمال تخريب متعمدة في تاريخ مترو الأنفاق الكوري، ما أثار جدلًا واسعًا حول السلامة النفسية والضغوط الاجتماعية في البلاد، ولا سيما بين كبار السن الذين يعانون من العزلة أو الخلافات العائلية.
ودعت منظمات مدنية إلى ضرورة تعزيز أنظمة الرقابة، وتكثيف حضور عناصر الأمن داخل عربات المترو، خاصة في ساعات الذروة، مشددة على أهمية التعامل مع حالات الانهيار النفسي قبل تفاقمها إلى مآسٍ جماعية.
وتعتزم الشرطة الكورية إصدار مذكرة توقيف رسمية بحق المتهم، اليوم الأحد، في وقت تتواصل فيه التحقيقات لمعرفة ما إذا كان قد تلقى أي دعم أو إن كان يعاني اضطرابات عقلية قد تفسر سلوكه الخطِر.