"الغارديان": قيود القروض تهدد طلاب الطب والأمن الصحي

"الغارديان": قيود القروض تهدد طلاب الطب والأمن الصحي
الكونغرس الأمريكي

حذرت جمعيات الأطباء، والمدارس الطبية، ومنظمات حقوق الطلاب في الولايات المتحدة من تداعيات اقتراح جمهوري جديد في الكونغرس يقضي بفرض قيود صارمة على القروض الطلابية الفيدرالية، في خطوة من شأنها أن تُفاقم النقص الحاد في الأطباء، خاصة في مجالات الطب الأولي والمناطق الريفية المحرومة.

وذكرت صحيفة "الغارديان" البريطانية، الأحد، أن مشروع القانون، الذي يُعد جزءًا من "قانون مشروع القانون الكبير الجميل" المدعوم من الرئيس دونالد ترامب، على تحديد سقف القروض الطلابية الفيدرالية للبرامج المهنية –مثل كليات الطب– بـ150 ألف دولار فقط، بالإضافة إلى إلغاء برنامج "غراد بلس" للقروض الخاصة بالدراسات العليا ووضع حدود على برامج الإعفاء من سداد الديون.

يمثل هذا تحولًا جذريًا عن السياسات السابقة، ولا سيما منذ 2006، حين رفع الكونغرس حدود الاقتراض لتغطية التكاليف المرتفعة للرسوم الدراسية ونفقات المعيشة الخاصة بكليات الطب. حاليًا، يعتمد نحو 80% من طلاب كليات الطب العظمي (DO) على هذه القروض، وفقًا للجمعية الأمريكية لكليات الطب العظمي (AACOM).

وقال ديف بيرغمان، المتحدث باسم الجمعية: "نحن قلقون للغاية، هذه السياسات لا تتماشى مع الأهداف المعلنة لزيادة عدد الأطباء، خاصة في الرعاية الأولية والمناطق الريفية".

عقبات تهدد التنوع

تقول منظمات حقوق الطلاب إن هذه التغييرات قد تُبعد طلاب الدخل المحدود عن دراسة الطب، أو تدفعهم للاقتراض من مؤسسات خاصة بأسعار فائدة مرتفعة، ما يزيد من الأعباء المالية، ويقلل من تنوع القوى العاملة في القطاع الصحي.

ووفقًا لتحليل أجراه معهد أوربان، فإن القيود المقترحة قد تؤثر في أكثر من 60% من طلاب الطب والمهن الصحية الأخرى، مع عواقب واسعة النطاق، بما في ذلك إحجام الطلاب عن الالتحاق بالتخصصات ذات الأجور المنخفضة مثل طب الأسرة، وطب الأطفال، والطب النفسي.

تشير تقديرات الجمعية الأمريكية لكليات الطب إلى أن الولايات المتحدة تواجه نقصًا يراوح بين 37,800 و124,000 طبيب بحلول عام 2034، وهو ما يجعل دعم تعليم الأطباء أولوية وطنية، ويُحذّر خريجون جدد من أن تقليص برامج القروض قد يجعل "الالتحاق بكليات الطب حلمًا بعيد المنال".

كتبت الطبيبة الشابة كالي بارشينسكي في افتتاحية نشرتها "ستات نيوز": "هذه التغييرات ستجعل الدراسة باهظة، وستزيد من أعباء الديون، وتُفاقم النقص في الأطباء، خاصة في الرعاية الأولية".

رأي الجمهوريين 

يرى الجمهوريون، من جانبهم، أن القروض المفتوحة بلا سقف أدت إلى تضخّم مصطنع في رسوم الدراسة، وتقول سارة روبرتسون، المتحدثة باسم الجمهوريين في لجنة التعليم والعمل بمجلس النواب: "التعديلات تهدف إلى جعل تكاليف الدراسة أقل، ما يسهل دخول طلاب من خلفيات متنوعة إلى كليات الطب".

وأضافت روبرتسون أن القروض الخاصة "ستبقى متاحة"، وأن المقترح سيسمح بتأجيل الفائدة أثناء الإقامة الطبية.

لكن خبراء الاقتصاد يحذرون من أن سوق القروض الخاصة لا يمكنه سد الفجوة المالية، وقالت ليزلي تيرنر، أستاذة الاقتصاد في جامعة شيكاغو: "العودة إلى حدود ما قبل 2006، ثم تخفيضها للنصف، ليست حلاً. الطلاب سيُتركون دون تمويل كافٍ".

ووجد تحليل مشترك مع جامعة نوتردام أن الحد من القروض قد يُقيّد الوصول إلى البرامج المهنية باهظة التكاليف، مثل الطب، مع آثار اجتماعية واقتصادية بعيدة المدى.

في وقتٍ تواجه فيه الولايات المتحدة نقصًا متصاعدًا في الأطباء، خصوصًا في الطب الأولي والمجتمعات الفقيرة، يرى مراقبون أن هذا القرار قد يفاقم الأزمة بدلًا من حلّها، وبينما يدافع الجمهوريون عن الخطوة كوسيلة لضبط التكاليف، يقول الأطباء والمدافعون عن التعليم إنّ الفاتورة قد تُسدّد من صحة الأمريكيين وجودة نظامهم الصحي.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية