"واشنطن بوست": ماسك يهاجم مشروع ترامب الضريبي ويصفه بـ"العمل المقزز"
"واشنطن بوست": ماسك يهاجم مشروع ترامب الضريبي ويصفه بـ"العمل المقزز"
سخر رجل الأعمال والمدير التنفيذي لشركة "سبيس إكس" و"تسلا"، إيلون ماسك، من مشروع قانون الضرائب والهجرة الذي يُعد من أبرز بنود أجندة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، واصفًا إياه بـ"العمل البغيض المثير للاشمئزاز".
ووفقا لتقرير نشرته صحيفة "واشنطن بوست"، اليوم الأربعاء، اعتبر ماسك، الذي غادر منصبه مؤخرًا كمستشار لرئاسة دائرة الضرائب الفيدرالية، أن الخطة ستُثقل كاهل المواطنين الأمريكيين بديون "لا تُطاق".
وهاجم ماسك، عبر سلسلة من المنشورات على منصة X (تويتر سابقًا)، التشريع الذي جرى تمريره بصعوبة في مجلس النواب نهاية الشهر الماضي، وكتب: "مشروع قانون الإنفاق الضخم والمليء بالتملق هو عمل مقزز.. عار على من صوّتوا لصالحه: أنتم تعلمون أنكم أخطأتم.. أنتم تعلمون ذلك".
وتابع في منشور لاحق: "سيزيد هذا عجز الميزانية الهائل أصلاً إلى 2.5 تريليون دولار، ويثقل كاهل الأمريكيين بديون لا تُطاق"، ويبدو أن ماسك خلط في تصريحه بين العجز السنوي وزيادة الدين الوطني المتوقعة خلال العقد القادم، والتي تُقدَّر بنحو 2.4 تريليون دولار، بحسب مكتب الميزانية في الكونغرس.
عقاب انتخابي
هاجم ماسك السياسيين الجمهوريين الذين أيدوا القانون، قائلًا: "في نوفمبر من العام المقبل، سنطرد جميع السياسيين الذين خانوا الشعب الأمريكي"، وتأتي تصريحاته في وقت حرج، حيث بدأ مجلس الشيوخ مناقشة المشروع، ويأمل الجمهوريون في إقراره بحلول الرابع من يوليو المقبل.
أثارت منشورات ماسك ضجة في أروقة الكونغرس، لا سيما بين الجمهوريين الذين كانوا مجتمعين لتناول الغداء مع مدير المجلس الاقتصادي الوطني، كيفن هاسيت، لمناقشة توقعات النمو الاقتصادي الناتج عن مشروع القانون.
ومع أن هاسيت أبدى تفاؤله، فإن اقتصاديين خارج البيت الأبيض حذروا من أن الزيادة المتوقعة في الدين الوطني قد تُزاحم الاستثمارات الخاصة وتضر بالاقتصاد على المدى البعيد.
دعا السيناتور الجمهوري رون جونسون إلى تقسيم التشريع إلى حزم صغيرة لتسهيل تمريره، بينما أشار السيناتور تيد كروز، الذي وصف ماسك بـ"الصديق"، إلى ضرورة تقليص الإنفاق، قائلاً: "آمل أن يُحسّن مجلس الشيوخ مشروع القانون بشكل كبير، وسأدعم خفض الإنفاق بقدر ما يمكن".
ومن جانبهم، رحّب الديمقراطيون بالصراع داخل صفوف الجمهوريين، وسخر زعيم الأقلية في مجلس الشيوخ، تشارلز شومر، قائلًا وهو يرفع لوحة عليها تغريدة لماسك: "أتفق مع إيلون ماسك، وهذا نادر"، وأوضح أن مشروع القانون يُلقي أعباء مالية ضخمة على المواطنين دون تقديم حلول فعالة.
ورد رئيس مجلس النواب، مايك جونسون، على تصريحات ماسك بقوله: "مع كل الاحترام، صديقي إيلون مخطئ تمامًا"، مؤكدًا أنه تحدث معه هاتفياً لمدة 20 دقيقة قبل يوم واحد من منشوراته، وأنهما أنهيا المكالمة على أرضية مشتركة.
وأضاف: "يبدو أن ماسك لا يُدرك أبعاد المشروع جيدًا، وأعلم أن تقليص دعم السيارات الكهربائية قد يضر بأعماله، لكن تقييمه العام للتشريع كان مفاجئًا ومخيبًا للآمال".
مصالح ماسك الاقتصادية
يُلغي مشروع القانون الجديد معظم البنود المتعلقة بالطاقة النظيفة التي كانت جزءًا من قانون خفض التضخم الذي أُقرّ في عهد الرئيس السابق جو بايدن، وتركّز تلك البنود على دعم إنتاج السيارات الكهربائية، والبطاريات، والطاقة الشمسية، وهي قطاعات رئيسية في إمبراطورية ماسك التجارية.
وتواجه شركة "تسلا" بالفعل ضغوطًا مالية، إذ سجلت انخفاضًا بنسبة 71% في أرباح الربع الأول من العام، وقد يؤدي التشريع المقترح إلى تقويض الحوافز الضريبية الممنوحة لهذه الشركات، مثل إلغاء الإعفاءات الضريبية للسيارات الكهربائية بحلول 2028.
ويسعى المشروع إلى تمديد بنود من قانون التخفيضات الضريبية والوظائف لعام 2017، ويخصص 150 مليار دولار لتعزيز إنفاذ قوانين الهجرة، ولتمويل التخفيضات الضريبية، ينص القانون على تشديد شروط برنامج "ميديكيد"، ما قد يحرم ملايين الأمريكيين من التأمين الصحي، بحسب مكتب الميزانية في الكونغرس.
كما يُلقي المشروع عبء تمويل برنامج المساعدات الغذائية SNAP على حكومات الولايات، ما قد يضطرها إلى رفع الضرائب أو تقليص الدعم الموجه للأسر الفقيرة.
ماسك يغادر البيت الأبيض
أعلن ماسك، في 20 مايو، توقفه عن تمويل القضايا السياسية، مؤكداً عودته إلى إدارة شركاته الخاصة، وكان قد أنفق نحو 300 مليون دولار في دورة انتخابات 2024، معظمها لصالح المرشحين الجمهوريين.
أنهى ماسك مهامه في البيت الأبيض يوم الجمعة، حيث ظهر مع ترامب في المكتب البيضاوي وتحدثا للصحفيين.
وتكشف الانتقادات الحادة لماسك حجم الانقسام داخل الحزب الجمهوري بشأن سياسات الإنفاق والدين العام، وبينما يسعى ترامب إلى تجديد أجندته الضريبية، يواجه تحديات من حلفاء سابقين، وعلى رأسهم ماسك، الذين يرون في هذه السياسات خطرًا اقتصاديًا يفوق فوائدها الانتخابية.