أوامر بإعادة تسمية سفينة "هارفي ميلك" وسط مراجعة للهوية العسكرية الأمريكية

أوامر بإعادة تسمية سفينة "هارفي ميلك" وسط مراجعة للهوية العسكرية الأمريكية
البنتاغون- أرشيف

أصدر وزير الدفاع الأمريكي بيت هيغسيث قرارًا رسميًا يأمر فيه وزير البحرية جون فيلان بإعادة تسمية السفينة "يو إس إن إس هارفي ميلك"، وفق ما كشفه مسؤول في وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون)، في خطوة تُعدّ نادرة في تاريخ البحرية الأمريكية، وتعكس توجهًا أوسع لمراجعة رموز ومظاهر التنوع داخل القوات المسلحة.

أكد المتحدث باسم البنتاغون شون بارنيل أن أي قرارات نهائية بشأن إعادة تسمية السفن سيتم إعلانها فور الانتهاء من المراجعات الداخلية الجارية، مشددًا على التزام الوزير هيغسيث بضمان انسجام رموز ومنشآت وزارة الدفاع مع "أولويات القيادة الأمريكية وتاريخ البلاد وقيمها العسكرية العريقة"، بحسب تعبيره.

وأشار بارنيل إلى أن القرار يأتي ضمن رؤية أشمل لإعادة ترسيخ "ثقافة المحارب" داخل الجيش الأمريكي، وذلك عبر تقييم شامل لبرامج التنوع والمساواة والشمول التي كانت قد توسعت خلال السنوات الأخيرة، بالإضافة إلى مراجعة أسماء القواعد والمنشآت العسكرية المرتبطة بتاريخ الحرب الأهلية الأمريكية، خاصة تلك التي تحمل أسماء قادة كونفدراليين.

من يكون هارفي ميلك؟

أُطلقت السفينة "يو إس إن إس هارفي ميلك" عام 2021، تكريمًا للناشط السياسي في مجال حقوق المثليين هارفي ميلك، وهو أول مسؤول منتخب بشكل علني من مجتمع الميم في ولاية كاليفورنيا.

وسبق أن خدم كضابط في البحرية الأمريكية، لكنه اضطر إلى الاستقالة في خمسينيات القرن الماضي بسبب ميوله الجنسية، في وقت كانت المثلية سببًا للفصل التام من الخدمة العسكرية.

واكتسب هارفي ميلك شهرة واسعة بوصفه رمزًا للنضال من أجل حقوق المثليين في الولايات المتحدة، قبل أن يُغتال عام 1978 في سان فرانسيسكو. 

وشكلت تسمية السفينة باسمه خطوة رمزية تم تبنيها في عهد إدارة سابقة لتعزيز رسائل الشمول والمساواة داخل المؤسسة العسكرية.

إلغاء التنوع وترسيخ "الروح القتالية"

يأتي قرار إعادة التسمية في إطار نهج متشدد يتبعه وزير الدفاع هيغسيث منذ توليه المنصب في مطلع 2025، حيث تعهد في أول خطاباته أمام البنتاغون بـ"إعادة بناء مؤسسة عسكرية تتمحور حول الاستعداد القتالي لا الأجندات الثقافية"، وفق قوله.

وتشمل سياسات هيغسيث إلغاء البرامج التدريبية المرتبطة بالتنوع الثقافي والعرقي والجنسي، والعودة إلى معايير تقليدية للهوية العسكرية، وهو ما أثار انقسامًا واسعًا بين أعضاء الكونغرس، وأدى إلى ردود فعل متباينة في أوساط العسكريين والمجتمع المدني.

وتُعد إعادة تسمية السفن العسكرية الأمريكية قرارًا استثنائيًا لا يُتخذ إلا نادرًا، إذ لم تشهد البحرية الأمريكية تغييرًا في اسم سفينة قائم بأمر مباشر من وزير الدفاع منذ عقود، ما يمنح القرار بعدًا سياسيًا وثقافيًا يتجاوز الطابع الإداري.

إعادة التسمية في فعالية خاصة

ولم يُكشف -حتى الآن- عن الاسم الجديد للسفينة، لكن من المتوقع أن يتم الإعلان رسميًا عن إعادة التسمية خلال فعالية خاصة في وقت لاحق من شهر يونيو الجاري، بحسب المسؤول في البنتاغون الذي فضّل عدم الكشف عن هويته.

وتعد السفينة "هارفي ميلك" واحدة من سفن التزويد بالوقود من الفئة "جون لويس"، والتي سُمّيت كل سفينة فيها تكريمًا لشخصيات أمريكية بارزة في مجال الحقوق المدنية. ومن غير المعروف ما إذا كانت السفن الأخرى ضمن هذه الفئة ستخضع أيضًا للمراجعة.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية