عيد في زمن الحرب.. أطفال غزة يستقبلون الأضحى بالدموع والجوع

عيد في زمن الحرب.. أطفال غزة يستقبلون الأضحى بالدموع والجوع
بكاء أطفال غزة جراء الحرب

 

استقبل أطفال قطاع غزة عيد الأضحى هذا العام بقلوب مثقلة بالجوع والخوف، في ظل استمرار الإبادة الجماعية التي ترتكبها قوات الجيش الإسرائيلي منذ أكثر من عشرين شهراً، والتي أسفرت عن مئات الآلاف من الضحايا بين قتيل وجريح، معظمهم من النساء والأطفال.

أربعة أعياد من الدم والموت

يحلّ عيد الأضحى، الموافق 6 يونيو، ليكون العيد الرابع على التوالي الذي يمر على سكان غزة تحت وابل القصف والجوع، حيث تجاوز عدد الشهداء والمصابين 179 ألفاً، إلى جانب أكثر من 11 ألف مفقود، ومئات الآلاف من النازحين الذين يعيشون في خيام تفتقر إلى أدنى مقومات الحياة وفق وكالة أنباء الأناضول.

انقطعت الإمدادات الإنسانية بشكل شبه تام منذ 2 مارس، بعد أن أغلقت إسرائيل جميع المعابر، ما تسبب في تفشي المجاعة، خاصة في شمال القطاع، حيث يخلد الأطفال إلى النوم جوعى، بحسب شهادات حية نقلتها الأناضول.

عيد بلا فرح ولا أقارب

قالت الطفلة ريتاج شامية (11 عاماً) إن العيد فقد معناه تماماً في ظل الظروف القاسية، وأضافت: "لا ملابس جديدة، لا نقود، لا طعام كافٍ.. لا شيء يذكرني بالعيد".

أوضحت أن ملامح الأطفال تغيّرت بسبب آثار الحرب ونقص المياه والنظافة، مشيرة إلى أن أجواء العيد التي كانت تبهجهم في السابق لم تعد موجودة.

طفولة مهدورة وموت يتربص

وصفت الطفلة فرح مقبل (16 عاماً)، والتي نزحت مؤخراً من جباليا، العيد بأنه "مليء بالدماء والخوف"، وأضافت: "ننام على أصوات القصف ونستيقظ على أخبار الشهداء"، مؤكدة أن كل من كانوا يجتمعون معهم في العيد قد استشهدوا.

عبّرت عن أمنيتها أن يحل العيد القادم بوقف لإطلاق النار وعودة الأمان، مناشدة الأمة العربية ألّا تبقى صامتة أمام هذه المأساة المستمرة.

جوع دائم وخوف لا يفارق

روى الطفل عادل مقبل كيف سرقت الحرب طفولته، قائلاً: “العيد لم يعد له وجود.. لا ملابس ولا طعام ولا أضاحي”، وأكد أنه ينام جائعاً كل يوم بسبب غياب الطعام وخاصة الدقيق، مشيراً إلى أن المياه المتوفرة ملوثة ومالحة.

أشار إلى أن الانفجارات المستمرة تجعل من النوم أمراً مرعباً، وقال: "أنام وأنا خائف.. وأستيقظ على الصراخ".

مسؤوليات تفوق الأعمار

اتهمت الأمم المتحدة إسرائيل بدفع غزة إلى "أخطر مراحل التجويع"، عبر إغلاق المعابر ومنع دخول الغذاء والدواء، فيما وصف المقرر الخاص للأمم المتحدة مايكل فخري ما يجري بأنه "إبادة جماعية وتجويع وجريمة ضد الإنسانية".

بيّن عادل أنه يتحمل مسؤوليات لا تناسب عمره، حيث يخرج يومياً لجلب المياه لعائلته من مناطق بعيدة، كما يحاول الحصول على الطعام من التكايا رغم الحروق التي يصاب بها أحياناً أثناء الازدحام.

قال إنه كثيراً ما يعود خالي الوفاض، ورغم ذلك لا يتوقف عن المحاولة، معبّراً عن حلمه بأن يصبح طبيباً ليعالج جرحى غزة.

تعيش غزة منذ 7 أكتوبر 2023 تحت ويلات إبادة جماعية شاملة تنفذها قوات الجيش الإسرائيلي، تشمل القتل والتجويع والتدمير الممنهج وتهجير السكان قسرياً، رغم كل التحذيرات الدولية والقرارات القضائية التي تطالب بوقف الحرب، ومع كل عيد جديد، تفقد غزة مزيداً من الأرواح، وتخسر مزيداً من مظاهر الحياة، في ظل صمت دولي يُفقد مفاهيم العدالة والإنسانية معناها الحقيقي.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية