الروائي ياسمينة خضرا يناشد الرئيس الجزائري إطلاق سراح الكاتب صنصال

الروائي ياسمينة خضرا يناشد الرئيس الجزائري إطلاق سراح الكاتب صنصال
الكاتب بوعلام صنصال

ناشد الكاتب والروائي الجزائري ياسمينة خضرا، الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون الإفراج عن الكاتب بوعلام صنصال، المسجون في الجزائر منذ أكثر من 200 يوم، على خلفية تصريحات مثيرة للجدل أدلى بها العام الماضي. 

وأكد خضرا، في اتصال هاتفي مع وكالة "فرانس برس"، اليوم الأربعاء، أنه استغل لقاءه الأخير بالرئيس لإثارة القضية من منطلق إنساني.

وأوضح خضرا، واسمه الحقيقي محمد مولسهول، أنه التقى مع الرئيس تبون خلال الأسبوع الماضي في الجزائر العاصمة، مضيفاً: "ناقشنا كل شيء، وانتهزتُ الفرصة لإثارة قضية بوعلام صنصال، وقد شددت على ضرورة إطلاق سراحه".

وأكد الروائي، الذي يتمتع بمكانة مرموقة في الأوساط الثقافية في الجزائر وخارجها، أنه شعر بأن الرئيس استمع إليه باهتمام، قائلاً: "كل ما أردتُه هو محاولة إقناعه بالسماح لبوعلام باستعادة حريته في أسرع وقت ممكن".

دعوة من منطلق إنساني

شدد خضرا على أن بوعلام صنصال يعاني من مرض السرطان، معتبراً أن القضية ليست سياسية فحسب، بل إنسانية أيضًا، وأضاف: "لقد قمت بواجبي ككاتب، إذا سنحت لنا فرصة ضئيلة، فعلينا استغلالها. صنصال مريض، ويجب ألا ننسى ذلك أبدًا".

ويمثل هذا النداء تطوراً لافتاً في تعامل النخبة الثقافية الجزائرية مع قضية الكاتب المسجون، التي لطالما بقيت مثار جدل بين أبعادها القانونية والسياسية والحقوقية.

يقضي بوعلام صنصال، الكاتب المرموق البالغ من العمر 74 عامًا، عقوبة السجن لمدة خمس سنوات، بموجب حكم صدر في 27 مارس الماضي.

وتعود خلفية الحكم إلى تصريحات أدلى بها لصحيفة "فرونتيير" الفرنسية اليمينية المتطرفة، قال فيها إن "الجزائر ورثت أراضي مغربية كانت خاضعة للاستعمار الفرنسي"، وهي تصريحات أثارت استياء واسعاً واعتُبرت مساسًا بالسيادة الوطنية.

ومن المقرر أن تُنظر محكمة الاستئناف في قضيته يوم 24 يونيو المقبل، وسط مطالب حقوقية وشخصية بإعادة تقييم ملابسات الحكم.

أزمة دبلوماسية مع فرنسا

تمتد تداعيات قضية صنصال إلى العلاقات الجزائرية الفرنسية، حيث دعت باريس في أكثر من مناسبة إلى "لفتة إنسانية" تجاه الكاتب الذي يحمل أيضًا الجنسية الفرنسية.

وترى الجزائر أن "العدالة قد أخذت مجراها"، وترفض التدخل الأجنبي في الشؤون القضائية، وهو ما عمّق التوتر الدبلوماسي بين البلدين في ملفات أخرى تتعلق بالذاكرة والتاريخ والمصالح الاقتصادية.

وفي سياق موازٍ، شهد الأسبوع الجاري لقاءات متعددة في الجزائر بين الرئيس تبون وشخصيات فرنسية بارزة، من بينها رودولف سعادة، الرئيس التنفيذي لشركة الشحن الفرنسية اللبنانية "سي إم إيه سي جي إم"، وكذلك الفنان الفرنسي الجزائري العالمي دي جي سنيك، الذي يُعرف بأغانيه الشهيرة مثل "لين أون" و"تاكي تاكي".

ورأى مراقبون أن هذه اللقاءات قد تمهّد لمناخ أكثر مرونة على مستوى العلاقات الجزائرية الفرنسية، ما قد يُنعش الآمال بحل إنساني لقضية صنصال.

نداء يفتح الباب

يشكل نداء ياسمينة خضرا رسالة قوية من أحد رموز الثقافة الجزائرية إلى السلطة، ويمثل دعوة واضحة للفصل بين المواقف السياسية والاعتبارات الإنسانية، خاصة في ظل تقدم سن صنصال ومعاناته من المرض. 

ويأمل كثيرون أن يكون لهذا النداء تأثير فعلي في مسار القضية، سواء على مستوى القضاء أو من خلال قرار رئاسي بالعفو.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية