الرئيس الجزائري يقرر العفو عن الكاتب بوعلام صنصال ونقله إلى ألمانيا للعلاج
الرئيس الجزائري يقرر العفو عن الكاتب بوعلام صنصال ونقله إلى ألمانيا للعلاج
وافق الرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون على طلبٍ قدّمه نظيره الألماني فرانك-فالتر شتاينماير يقضي بالعفو عن الكاتب الفرنسي الجزائري بوعلام صنصال، المسجون في الجزائر منذ عام، والسماح بنقله إلى ألمانيا لتلقي العلاج، في خطوة وُصفت بأنها ذات أبعاد إنسانية ودبلوماسية مهمة.
وأعلنت رئاسة الجمهورية الجزائرية في بيان رسمي، اليوم الأربعاء، أن الرئيس تبون تلقّى طلباً من شتاينماير يتضمن منح العفو لصنصال، وجاء في البيان: "تلقى رئيس الجمهورية طلباً من السيد فرانك فالتر شتاينماير، يتضمن إجراءَ عفوٍ لفائدة بوعلام صنصال، وقد تفاعل السيد رئيس الجمهورية مع هذا الطلب، الذي شد اهتمامه، لطبيعته ودواعيه الإنسانية".
وأكد البيان أن الرئيس الجزائري قرّر التجاوب إيجابياً مع الطلب الألماني، موضحاً أن الدولة الألمانية ستتكفل بنقل الكاتب وعلاجه على أراضيها، وهو ما يعكس تعاوناً إنسانياً بين البلدين، رغم التوترات السابقة التي شابت العلاقات الثنائية.
كاتب مثير للجدل
يُعد بوعلام صنصال من أبرز الكتّاب الجزائريين المعروفين بمواقفهم المثيرة للجدل وانتقاداتهم للسلطات الجزائرية. وقد صدرت بحقه أحكام قضائية قبل عام على خلفية اتهامات تتعلق بالإساءة إلى رموز الدولة، بعد نشره مقالات وتصريحات اعتبرتها السلطات مسيئة للهوية الوطنية ومثيرة للانقسام.
ويحمل صنصال، إلى جانب جنسيته الجزائرية، الجنسية الفرنسية، ويُعرف بمؤلفاته الأدبية التي تتناول قضايا الحرية، والهوية، والتطرف، وذاكرة الحرب الأهلية الجزائرية، ومن أشهر أعماله رواية “2084: نهاية العالم” التي نالت شهرة واسعة في فرنسا والعالم، لانتقادها الأنظمة الاستبدادية.
وتأتي مبادرة العفو في سياق تحسّن تدريجي للعلاقات الجزائرية- الألمانية بعد سنوات من الجمود، إذ تسعى برلين إلى تعزيز التعاون مع الجزائر في ملفات الطاقة والهجرة، فيما تبدي الجزائر انفتاحاً على الحوار مع الشركاء الأوروبيين.
ويرى مراقبون أن تجاوب الرئيس تبون مع الطلب الألماني يعكس رغبة جزائرية في تعزيز الانفتاح الإنساني والدبلوماسي، خصوصاً في القضايا ذات البعد الحقوقي، في حين يُنتظر أن يشكل نقل صنصال إلى ألمانيا بادرة حسن نية تُسهم في ترميم الثقة بين البلدين.
الطابع الإنساني للعفو
شدد البيان الرئاسي على أن القرار جاء لدواعٍ إنسانية بحتة، دون التطرق إلى أي تفاصيل سياسية مرتبطة بالقضية، وهو ما رآه محللون تأكيداً على توازن الجزائر بين احترام القانون الداخلي والالتزامات الإنسانية الدولية.
ومن المنتظر أن يتم نقل الكاتب بوعلام صنصال خلال الأيام القليلة المقبلة إلى ألمانيا بطائرة طبية خاصة، حيث سيتولى الأطباء هناك متابعة حالته الصحية في إحدى المؤسسات الاستشفائية الفيدرالية، في ختام فصلٍ من أكثر القضايا الأدبية والسياسية إثارة للجدل في الجزائر خلال السنوات الأخيرة.










