تعليق عمل جميع شاحنات نقل المساعدات الإنسانية إلى غزة حتى إشعار آخر
بعد استشهاد سائق وإصابات وخطف وكمائن مسلحة
أعلنت جمعية النقل الخاص والمقاولين العاملين مع المؤسسات الدولية في غزة، صباح اليوم الخميس، عن تعليق كامل لعمل الشاحنات المخصصة لنقل المساعدات الإنسانية إلى القطاع، وذلك حتى إشعار آخر، في خطوة وصفتها بـ"الاضطرارية" لحماية أرواح السائقين والحفاظ على الممتلكات.
وجّهت الجمعية نداءً عاجلًا إلى المجتمع الدولي، والأمم المتحدة، وكل الهيئات الإنسانية، طالبتهم فيه بتحمّل مسؤولياتهم في ضمان الحماية الكاملة لسائقي القوافل وتأمين المسارات الإنسانية داخل القطاع، وفق وكالة معا الفلسطينية.
كمائن مسلحة وخطف وقتل
كشفت الجمعية أن قافلة مكونة من نحو 50 شاحنة انطلقت مساء الأربعاء من معبر كرم أبو سالم، مرورًا ببوابة "كسوفيم"، باتجاه دير البلح وسط قطاع غزة، إلا أن القافلة وقعت في كمائن مسلحة نصبتها مجموعات وصفتها بـ"الخارجة عن القانون"، بدءًا من منطقة "المزرعة" قرب تقاطع شارع الشهداء مع شارع صلاح الدين، وامتدت الهجمات إلى مناطق متفرقة داخل دير البلح.
أسفر الهجوم عن استشهاد أحد السائقين، وإصابة ثلاثة آخرين بجروح متفاوتة، فيما تم خطف عدد من السائقين وتعرضت عدة شاحنات لأضرار جسيمة، ما أدى إلى خروج عدد كبير منها عن الخدمة.
جريمة منظمة تهدد جهود الإغاثة
وصفت الجمعية ما حدث بأنه اعتداء إجرامي يعكس حالة انفلات أمني خطيرة وانحدارًا أخلاقيًا مستنكرًا، مؤكدة أن الحادث ليس الأول من نوعه، لكنه يُعد الأخطر ضمن سلسلة متكررة من الهجمات التي تعرقل جهود الإغاثة في غزة وتُهدد شريان الحياة لمئات الآلاف من المدنيين.
تحذير من تفاقم الكارثة
حمّلت الجمعية الجهات الرسمية والأمنية "المسؤولة الشرعية عن ضبط الأمن"، كامل المسؤولية عن القصور في حماية القوافل وملاحقة المتورطين وتقديمهم للعدالة دون أي تهاون.
شدّدت على أن استهداف العاملين في الإغاثة يمثل جريمة يجب أن تواجه بموقف وطني ودولي صارم، لأن هذه العمليات تصبّ –بحسب البيان– في مصلحة أهداف إسرائيل لتجويع السكان وعرقلة تدفق الإغاثة.
منذ اندلاع الحرب في قطاع غزة في أكتوبر 2023، يعاني السكان من أزمة إنسانية غير مسبوقة نتيجة الحصار المستمر والانهيار شبه الكامل في البنية التحتية والخدمات، وتعتمد غالبية الأسر على المساعدات الدولية التي تُنقل عبر شاحنات تُنسقها منظمات أممية ومحلية، وتكررت خلال الأشهر الأخيرة حوادث الاعتداء على القوافل وسرقتها أو اعتراضها، في ظل حالة فوضى أمنية آخذة في الاتساع.