"الإندبندنت": لندن تموّل مغادرة آلاف المهاجرين عبر العودة الطوعية
"الإندبندنت": لندن تموّل مغادرة آلاف المهاجرين عبر العودة الطوعية
كشفت صحيفة الإندبندنت البريطانية، أن وزارة الداخلية في المملكة المتحدة أنفقت أكثر من 53 مليون جنيه إسترليني خلال السنوات الأربع الماضية، لتحفيز المهاجرين على مغادرة البلاد طوعاً، ضمن برنامج العودة الطوعية الذي تديره الحكومة البريطانية.
وأوضحت الصحيفة، اليوم الأحد، أن المهاجرين الذين يستفيدون من هذا البرنامج يمكنهم الحصول على ما يصل إلى 3000 جنيه إسترليني كحافز مالي، إضافة إلى تكاليف تذاكر السفر، وذلك تحت ما يعرف ببرنامج "العودة المُساعدة".
ويُخصص هذا البرنامج للذين يرغبون في مغادرة المملكة المتحدة طواعية دون الحاجة إلى ترحيل قسري.
تصاعد أعداد المغادرين
وشهدت السنوات الأخيرة زيادة واضحة في أعداد المهاجرين العائدين عبر هذا البرنامج، إذ غادر 2179 شخصًا بريطانيًا في عام 2022، ليرتفع العدد إلى 6799 شخصًا في عام 2024، بحسب بيانات وزارة الداخلية البريطانية، وبين عامَي 2021 و2024، بلغ العدد الإجمالي للمستفيدين من العودة الطوعية 13,637 شخصًا.
ويُتاح هذا البرنامج للأشخاص الذين يُصنَّفون كطالبي لجوء مرفوضين، أو ضحايا مثبتين للعبودية الحديثة، أو ممن يعيشون في الشوارع بلا مأوى، أو يعانون من حالات صحية خاصة. كما يشمل العائدين إلى دول نامية.
وفي عام 2024، شكل البرازيليون أكثر من نصف العائدين طوعياً، إذ بلغ عددهم 3573 شخصًا، تليهم الجنسية الهندية بـ 915 شخصًا، ثم الهندوراسية بـ 271 شخصًا.
العودة الطوعية أقل تكلفة
ودافعت وزارة الداخلية البريطانية عن هذه السياسة، مشددة على أن العودة الطوعية تُعدّ "بديلاً أكثر فعالية من حيث الكلفة لدافعي الضرائب"، مقارنةً بتكاليف الإيواء والرعاية والدعم التي يتحملها النظام البريطاني للمهاجرين غير النظاميين والمرشحين للترحيل.
لكن منظمات حقوقية عبّرت عن تحفظاتها. فقد قالت منظمة "أسايلم ماترز" الخيرية المختصة بشؤون اللجوء، إن برامج العودة الطوعية حين تُدار "بشكل سليم"، يمكن أن تكون أقل كلفة وأكثر إنسانية مقارنةً بـ"القسوة الباهظة الثمن الناتجة عن الترحيل القسري".
ودعت المنظمة الحكومة إلى تقديم دعم متخصص للمهاجرين الراغبين في العودة، مع تمويل منظمات مستقلة تقدم الاستشارات والمساعدات المناسبة للعائدين.
وأشارت إلى أن الحكومة ألغت منذ عام 2015 تمويل هذه الاستشارات المستقلة، ما يترك الراغبين في العودة دون توجيه كافٍ لاتخاذ القرار المناسب.
جدل متواصل بالمملكة المتحدة
ويأتي هذا الكشف في وقت تتصاعد فيه حدة الجدل في المملكة المتحدة حول سياسات الهجرة، لا سيّما مع المحاولات الحكومية المستمرة لخفض أعداد المهاجرين وإيجاد بدائل عن خطط الترحيل القسري المثيرة للجدل، مثل خطة إرسال المهاجرين إلى رواندا.
وفي ظل هذه المعطيات، تَبرز برامج العودة الطوعية أداةً حكوميةً مثيرةَ للجدل، لكنها تحظى بقبول أكبر من حيث التكلفة والنتائج الإنسانية المحتملة.