الوكالة الدولية للطاقة الذرية: إيران تمنع التحقق المستقل من أنشطتها النووية
الوكالة الدولية للطاقة الذرية: إيران تمنع التحقق المستقل من أنشطتها النووية
أطلق رافائيل ماريانو غروسي، المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، تحذيرًا جديدًا بشأن عدم تعاون إيران الكامل مع المفتشين الدوليين، مؤكدًا أن ذلك يمنع إجراء تحقق مستقل من طبيعة أنشطتها النووية.
وأفاد غروسي، خلال كلمته أمام مجلس محافظي الوكالة يوم الاثنين، بأن تزايد مخزون إيران من اليورانيوم عالي التخصيب، إلى جانب الأسئلة العالقة حول برنامجها النووي، لا يزالان يثيران قلقًا بالغًا لدى المجتمع الدولي وفق موقع أخبار الأمم المتحدة.
ضمانات عالقة
أوضح غروسي أن الوكالة لن تتمكن من تأكيد سلمية البرنامج النووي الإيراني ما لم تتعاون طهران بفعالية لحل قضايا الضمانات العالقة، مشددًا على ضرورة استعادة الثقة عبر الشفافية والامتثال الدولي.
اتهم المدير العام طهران بـالفشل في تقديم تفسيرات فنية ذات مصداقية بشأن وجود جزيئات يورانيوم مصنّعة بشريًا في ثلاثة مواقع غير معلنة، رغم سنوات من المحادثات بين الطرفين.
وبناءً على تقييمات الوكالة، تُشير الأدلة إلى أن هذه المواقع كانت جزءًا من برنامج نووي غير معلن استمر حتى أوائل الألفينات، وتضمن استخدام مواد نووية خارج نطاق الضمانات.
حذّر غروسي من أن الوضع يزداد تعقيدًا بعد أن أوقفت إيران تنفيذ بعض بنود اتفاق الضمانات، وهو التزام قانوني بموجب القانون الدولي. ودعاها إلى استئناف التعاون دون تأخير.
اليورانيوم المخصب
كشف غروسي عن تراكم أكثر من 400 كغم من اليورانيوم عالي التخصيب في إيران، وهو ما وصفه بأنه يمثل "تداعيات خطِرة على الانتشار النووي"، وأضاف: "لا يمكن للوكالة التغاضي عن هذا الوضع بالنظر إلى أخطاره".
أشاد المدير العام بالجهود الدبلوماسية التي تبذلها مصر حاليًا للتوسط بين طهران وواشنطن، لكنه أكد أن أي حل مستدام يتطلب تحققًا مباشرًا من قبل الوكالة، التي عبّرت عن استعدادها لمراقبة أي اتفاق مستقبلي.
كوريا الشمالية تحت الرقابة عن بُعد
تحوّلت الكلمة لاحقًا إلى كوريا الشمالية، حيث أكد غروسي أن الوكالة تواصل مراقبة النشاط النووي من بُعد، على الرغم من الحرمان الكامل من الوصول المباشر إلى البلاد.
وأشار إلى أن مفاعل يونغبيون الكهربائي يعمل حاليًا في دورته السابعة، وأنه يُرجّح استئناف إعادة معالجة الوقود المشع في مختبر الكيمياء الإشعاعية.
وأبرز غروسي وجود بناء جديد يُشبه موقع كانغسون للتخصيب، مؤكدًا استمرار النشاط في مفاعل الماء الخفيف في يونغبيون.
وقال: "إن تطوير البرنامج النووي الكوري الشمالي يعد انتهاكًا واضحًا لقرارات مجلس الأمن... وهو أمر مؤسف للغاية".
مراقبة تصريف المياه النووية في اليابان
أوضح غروسي أن الوكالة تواصل مراقبة تصريف المياه المعالجة من محطة فوكوشيما في اليابان، التي تضررت بشدة جراء زلزال وتسونامي عام 2011.
وأكد أن تحليل العينات أظهر أن مستويات التريتيوم في المياه المصرفة لا تزال ضمن الحدود الآمنة، وتتماشى مع معايير السلامة الدولية.
أوكرانيا تحت تهديد مستمر
سلّط غروسي الضوء على الوضع المتأزم في محطة زابوروجيا النووية في أوكرانيا، حيث لا تزال جميع المفاعلات الستة في حالة إغلاق بارد وسط استمرار الهجمات العسكرية.
وكشف عن أضرار جسيمة في موقع تشيرنوبيل نتيجة هجوم بطائرة مسيّرة تلاه حريق في فبراير، ما أثر سلبًا في قبة الاحتواء الخاصة بالمفاعل.
وقال إن الوكالة ملتزمة بدعم البنية التحتية النووية الأوكرانية خلال فترة الحرب وما بعدها.
تعمل الوكالة الدولية للطاقة الذرية كجهاز رقابي مستقل تابع للأمم المتحدة، مهمته ضمان الاستخدام السلمي للطاقة النووية. وتتعامل الوكالة مع ملفات شائكة مثل إيران وكوريا الشمالية وأوكرانيا، حيث تُطرح تساؤلات حول التزام تلك الدول بالمعايير الدولية الخاصة بالسلامة والشفافية وعدم الانتشار النووي.