خلال تكريمه في مانشستر... جوارديولا يَبكي أطفال غزة ويتحدث عن الإنسانية (فيديو)

ألقى المدرب الإسباني بيب جوارديولا، المدير الفني لنادي مانشستر سيتي، خطابًا إنسانيًا مؤثرًا خلال منحه درجة الدكتوراه الفخرية من جامعة مانشستر، يوم الاثنين، عبّر فيه عن قلقه العميق من الأوضاع الإنسانية المتأزمة في غزة، مشددًا على أهمية التمسك بالمبادئ ورفض الصمت في مواجهة الظلم.

وقال جوارديولا في كلمته: "عندما بدأ الحصار على غزة، رأيت أطفالي، وكنت مرعوبًا للغاية.. الناس تقول إننا نعيش بعيدًا، فماذا يمكننا أن نفعل؟" وفق صحيفة "ديلي ميل".

بهذه العبارة، نقل المدرب الإسباني إحساسه الإنساني تجاه المعاناة اليومية التي يعيشها المدنيون في غزة، مؤكدًا أن البُعد الجغرافي لا يلغي المسؤولية الأخلاقية.

"أنا أقوم بدوري"

واستعاد جوارديولا قصة رمزية عن طائر صغير يحاول إخماد حريق في الغابة في حين تسخر منه الحيوانات الأخرى، فردّ الطائر بثقة: "أنا أقوم بدوري".

وأوضح المدرب أن هذه القصة تمثّل جوهر القيم التي يجب التمسك بها في عالم مليء بالصمت والخوف، مشيرًا إلى أن "قوة هذا العالم ليست في السلاح، بل في امتلاك المبدأ، وفي أن ترفض أن تكون صامتًا عندما يجب الكلام".

"الحياد خيار صعب"

تابع جوارديولا بشجاعة نادرة، مشددًا على أن الحياد في مواجهة الظلم خيار قاسٍ، قائلاً: "نرى الأطفال يصرخون من الألم في المستشفيات، وهي لم تعد مستشفيات.. بل مجرد مبانٍ مدمرة".

وأضاف: "يخبروننا أن تأثيرنا صغير، ولكننا أقوياء بما نؤمن به.. فليقولوا ما يريدون، ولكن كن حذرًا، فأنت القادم".

تكريم بإنجازات رياضية وإنسانية

جاءت كلمة جوارديولا في سياق حفل رسمي أقامته جامعة مانشستر تكريمًا له، حيث منحته الدكتوراه الفخرية تكريمًا لإنجازاته في كرة القدم، خصوصًا مع نادي مانشستر سيتي، إلى جانب إسهاماته الخيرية من خلال "مؤسسة جوارديولا سالا".

وقال رئيس الجامعة في كلمته: "بيب لم يولد في مانشستر، لكنه جعل المدينة وطنًا له.. تأثيره تجاوز الرياضة إلى الإنسانية والمجتمع".

منذ بدء الحرب في غزة في أكتوبر 2023، إثر هجوم غير مسبوق شنّته حماس على جنوب إسرائيل، يعيش القطاع أسوأ أزماته الإنسانية، مع حصار خانق ونقص حاد في الغذاء والدواء، وسط دمار كبير في البنية التحتية وخسائر بشرية كبيرة، وأثارت الأزمة مشاعر تضامن عالمية واسعة، ودفعت شخصيات عامة، من بينهم بيب جوارديولا، إلى التعبير العلني عن قلقهم، ورفضهم للصمت في وجه المأساة.