صحيفة عبرية: إسرائيل سلّحت عصابة إجرامية في غزة لاستبدال "حماس"

صحيفة عبرية: إسرائيل سلّحت عصابة إجرامية في غزة لاستبدال "حماس"
مسلحون في غزة

كشفت صحيفة معاريف العبرية، في تقرير مثير للجدل، مساء الاثنين، أن معظم أفراد الميليشيا التي سلحتها إسرائيل في قطاع غزة هم "مجرمون متورطون في تهريب المخدرات وجرائم الممتلكات"، مشيرة إلى أن جهاز الأمن العام الإسرائيلي (الشاباك) يقف خلف هذه الخطوة ضمن خطة تجريبية تهدف إلى اختبار بدائل محلية لحركة حماس في بعض مناطق القطاع، لا سيما رفح.

ووفق التقرير، فإن من يقود هذه المجموعة هو ياسر أبو شباب، بدوي من سكان رفح يبلغ من العمر 32 عامًا، وقد تم تقديمه على مواقع التواصل الاجتماعي كقائد ميليشيا محلية "تهدف لحماية المدنيين وتوزيع المساعدات في غزة"، وفق مزاعمه.

لكن الصحيفة تؤكد أنه معروف في غزة كسارق مساعدات أممية، حيث "نهب شاحنات تابعة للأمم المتحدة العام الماضي وأعاد بيع الإمدادات المخصصة للمدنيين"، وهي تهم ينفيها أبو شباب.

وقالت معاريف إن المجموعة تتكون من "عدة عشرات من الأفراد" ينتمون لعائلة واحدة، وقد تم تسليحهم بأسلحة غُنِمت من حماس وحزب الله خلال الحرب الأخيرة، نُقلت لاحقًا إلى مستودعات الجيش الإسرائيلي، ومنها إلى العصابة.

الشاباك يدير المشروع

وبحسب التقرير، فإن رئيس جهاز الشاباك رونين بار هو من أوصى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بالمضي قدمًا في دعم العصابة، وقدّم بار خطة تنص على أن "غزة تحوي بالفعل كميات هائلة من الأسلحة"، مضيفًا أن "إدخال عدد محدود من البنادق بشكل مراقب لن يغيّر ميزان القوى".

واعترف نتنياهو لاحقًا بتسليح العصابات، وقال دفاعًا عن القرار: "ما السيء في ذلك؟ هذا جيد فقط، ينقذ حياة جنود الجيش الإسرائيلي".

تحذيرات من الفوضى

ورغم دفاع الحكومة، أثار القرار انقسامًا في المؤسسة الأمنية، فبينما يرى البعض أنها خطوة "محلية وتكتيكية"، حذر آخرون من أن العصابات الإجرامية لا يمكن أن تكون بديلاً استراتيجيًا طويل المدى لحكم مركزي مثل حماس.

ونقلت الصحيفة عن مصدر عسكري إسرائيلي قوله: "العصابات ليست بديلاً لحكم مستقر، لكن يمكن استخدامهم لتأدية مهام موضعية مؤقتة".

في المقابل، حذّر زعيم حزب "إسرائيل بيتنا" المعارض أفيغدور ليبرمان، من أن إسرائيل "تسلّح مجموعة من المجرمين الذين ينتمون لتنظيم داعش"، في إشارة إلى مجموعة أبو شباب، وأضاف: "نحن نغذّي وحشًا قد يتحوّل ضدنا لاحقًا".

تعزيز الفوضى

من جانبها، عدّت الجهات الرسمية في غزة، وفي مقدمتها المكتب الإعلامي الحكومي، أن ما يجري "محاولة إسرائيلية مكشوفة لتعزيز الفوضى"، متهمة "عصابات مدعومة من السلطات الإسرائيلية بسرقة المساعدات الإنسانية المحدودة" في ظل الحصار الخانق.

وأشار المكتب إلى أن "هذه الجماعات لا تمثل سكان غزة، بل تُستخدم لإطالة أمد الانهيار الأمني والاقتصادي، وخنق أي حل سياسي حقيقي".

حرب مدمرة ومجاعة

يأتي هذا التقرير وسط أوضاع إنسانية كارثية في قطاع غزة، حيث تواصل إسرائيل حربها التي بدأت في 7 أكتوبر 2023. وأسفرت حتى الآن عن أكثر من 180 ألف شهيد وجريح، غالبيتهم من النساء والأطفال، بحسب وزارة الصحة في غزة، إضافة إلى مجاعة حادة طالت الأطفال والرضع، وتدمير واسع للبنية التحتية، ومئات الآلاف من المشردين.

وتخضع إسرائيل منذ بداية العام لقرارات مؤقتة من محكمة العدل الدولية بوقف الإبادة الجماعية، لكنها لم تلتزم بها، ما يثير انتقادات دولية متزايدة.

 



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية