نواف سلام يعلن نزع سلاح أكثر من 500 مخزن في جنوب لبنان
نواف سلام يعلن نزع سلاح أكثر من 500 مخزن في جنوب لبنان
أعلن رئيس الحكومة اللبنانية نواف سلام، اليوم الثلاثاء، أن السلطات اللبنانية نجحت في نزع السلاح من أكثر من 500 مخزن في جنوب البلاد، في خطوة وصفها بأنها تؤشر إلى بدء مرحلة جديدة عنوانها بناء الدولة واستعادة السيادة وبسط الأمن على جميع الأراضي اللبنانية.
وأكد سلام، خلال مشاركته في مؤتمر "إعادة بناء لبنان: إطار الاستثمار وفرص الأعمال" المنعقد في العاصمة بيروت، أن العدوان الإسرائيلي الأخير ألحق دمارًا واسعًا بالبنى التحتية اللبنانية، وأثّر بشكل كبير على حياة المواطنين، وفق وكالة "الأناضول" التركية.
وأشاد سلام في المقابل بصمود الشعب اللبناني ومؤسساته، قائلاً: "لقد صمد اللبنانيون بإصرار، وتمسكت الشركات والمؤسسات بالحياة رغم الانهيار".
دمار واسع ونزوح
وركز سلام في خطابه على تداعيات الحرب التي شنتها إسرائيل على لبنان، حيث بدأ العدوان في 8 أكتوبر 2023، ثم تحول إلى حرب شاملة في 23 سبتمبر 2024، ما أسفر بحسب إحصاءات رسمية عن استشهاد أكثر من 4 آلاف مدني وإصابة نحو 17 ألفًا آخرين، بالإضافة إلى نزوح ما يزيد على مليون و400 ألف شخص.
وأوضح رئيس الحكومة أن إسرائيل، ومنذ دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ في 27 نوفمبر 2024، ارتكبت قرابة 3 آلاف خرق للهدنة، تسببت في مقتل 211 شخصًا وإصابة 504 آخرين، وذلك استنادًا إلى بيانات رسمية نقلتها وكالة الأناضول.
وفي السياق، شدد سلام على أن حكومته تسعى عبر القنوات الدبلوماسية إلى الضغط من أجل وقف هذه الخروقات وسحب إسرائيل من النقاط اللبنانية الخمس التي لا تزال تحتلها.
إعادة فرض السيطرة
وأعلن سلام أن حكومته بدأت العمل على استعادة السيطرة الكاملة على جميع نقاط الدخول والخروج من لبنان، بما في ذلك مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت.
وأوضح أن الإجراءات الجارية تهدف إلى تعزيز الأمن في المطار، إلى جانب التحضير لإعادة فتح مطار القليعات شمال البلاد، في خطوة تُعد جزءًا من خطة شاملة لاستعادة السيادة الوطنية.
وفي تطور لافت، كشف رئيس الحكومة عن نزع سلاح أكثر من 500 مخزن في الجنوب اللبناني، وذلك في ظل ضغوط دولية متزايدة، لا سيما من جانب الولايات المتحدة، على لبنان للحد من قدرات حزب الله العسكرية، في الوقت الذي لا تزال فيه إسرائيل تحتل أراضٍ لبنانية.
وعلى الرغم من هذه الخطوة، لم يأتِ سلام على ذكر "حزب الله" بالاسم، في حين يواصل الحزب، المدعوم من إيران، رفضه القاطع أي نقاش حول تسليم سلاحه، إلا ضمن رؤية وطنية شاملة مرتبطة بمسألة السيادة والاحتلال الإسرائيلي، بحسب ما يعلنه قادته في أكثر من مناسبة.
انسحاب وتحديات مستمرة
وتأتي هذه التصريحات بينما نفذت القوات الإسرائيلية انسحابًا جزئيًا من مناطق جنوب لبنان التي احتلتها في الحرب الأخيرة، لكنها لا تزال تُبقي على وجودها العسكري في خمس تلال استراتيجية، في تحدٍ واضح لاتفاق وقف إطلاق النار.
ويؤكد المسؤولون اللبنانيون أن استكمال الانسحاب الإسرائيلي هو الشرط الأساسي لتحقيق الاستقرار على الحدود، والتمهيد لمرحلة إعادة الإعمار والتنمية.
واختتم سلام حديثه بالتأكيد أن "الوقت قد حان لبدء مرحلة جديدة ترتكز على بناء مؤسسات الدولة، وتحقيق الأمن، وتوفير بيئة جاذبة للاستثمار".
وأشار إلى أن مؤتمر بيروت الحالي يمثل خطوة أولى ضمن سلسلة من المبادرات الرامية إلى إعادة إعمار ما دمرته الحرب وتحفيز النمو الاقتصادي، داعيًا المجتمع الدولي إلى دعم لبنان في مسيرته نحو الاستقرار والتعافي.