إسرائيل تطالب مصر بمنع دخول ناشطين لغزة والقاهرة تشدد على الضوابط الرسمية

إسرائيل تطالب مصر بمنع دخول ناشطين لغزة والقاهرة تشدد على الضوابط الرسمية
مئات الناشطين المؤيدين للفلسطينيين

طالبت إسرائيل، الأربعاء، السلطات المصرية بمنع مئات الناشطين المؤيدين للفلسطينيين من الوصول إلى المنطقة الحدودية المحاذية لقطاع غزة، في إطار مساعٍ رمزية لكسر الحصار المفروض على القطاع منذ سنوات. 

ودعا وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان رسمي، القاهرة إلى "منع وصول المحتجين الجهاديين إلى الحدود المصرية الإسرائيلية"، محذرًا من "محاولاتهم المحتملة لدخول غزة"، معتبرا ذلك "استفزازًا يعرض حياة الجنود الإسرائيليين للخطر ولن يُسمح به".

من جانبها، أكدت وزارة الخارجية المصرية في بيان مساء الأربعاء، أن زيارة أي وفود أجنبية إلى المنطقة الحدودية مع غزة تستوجب "موافقات مسبقة"، وأن هذه الإجراءات تأتي ضمن الضوابط التنظيمية المعمول بها منذ بدء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة في أكتوبر 2023. 

وأضاف البيان أن تلك الزيارات لا يمكن إتمامها إلا من خلال "تقديم طلبات رسمية إلى السفارات المصرية في الخارج أو إلى وزارة الخارجية عبر السفارات الأجنبية بالقاهرة أو ممثلي المنظمات".

وأعربت القاهرة عن دعمها "للضغط الدولي على إسرائيل لإنهاء الحصار المفروض على القطاع الفلسطيني"، لكنها شددت على ضرورة الالتزام بالآليات الرسمية التي تنظم التحرك في المناطق الحدودية الحساسة.

توتر متصاعد في المطارات

أطلقت السلطات المصرية، فجر الخميس، سراح عدد من الناشطين الفرنسيين كانت قد احتجزتهم فور وصولهم إلى مطار القاهرة للمشاركة في "المسيرة العالمية إلى غزة"، وهي قافلة تنظمها جهات مدنية وحقوقية من عدة دول بهدف كسر الحصار الإسرائيلي عبر معبر رفح من الجهة المصرية.

وأفاد أحد المفرج عنهم، في تصريحات لوكالة "فرانس برس"، مشترطًا عدم ذكر اسمه، بأنه تم احتجازه مع نحو 15 شخصًا آخرين في غرفة بالمطار، مشيرًا إلى أن العدد الإجمالي للموقوفين قُدّر بنحو 50 إلى 60 شخصًا، من بينهم إسبان وبلجيكيون ومواطنون من دول عربية وغربية.

وأوضح أن بعض الموقوفين احتُجزوا منذ فجر الأربعاء، بينما نُقل آخرون إلى غرف منفصلة "دون معرفة مصيرهم"، بحسب وصفه.

ضغط منسقين دوليين

دعا منسقو "المسيرة العالمية إلى غزة" السلطات المصرية إلى الإفراج الفوري عن جميع النشطاء الذين تم توقيفهم، مشيرين إلى أن بينهم مواطنين من الجزائر، والمغرب، وتونس، وفرنسا، وألمانيا، وتركيا وأستراليا. 

وأكدوا أنهم التزموا طوال الشهرين الماضيين بكل الإجراءات الرسمية المطلوبة للحصول على التصاريح، بما في ذلك التواصل مع وزارة الخارجية المصرية والسفارات المعنية.

وانطلقت القافلة الدولية نحو غزة بمشاركة مئات الناشطين، فيما خطط منظمو المسيرة للوصول إلى مدينة العريش المصرية بشمال سيناء، ومن ثم الانطلاق في مسيرة راجلة باتجاه معبر رفح. 

وتزامنت هذه التحركات مع وصول قافلة أخرى تحت اسم "صمود" إلى العاصمة الليبية طرابلس، تضم ناشطين من تونس والجزائر والمغرب وموريتانيا، وتهدف بدورها إلى الوصول إلى غزة عبر مصر، إلا أن مصيرها لا يزال غامضًا بسبب سيطرة قوات المشير خليفة حفتر على الحدود الشرقية الليبية مع مصر.

الصراع والسياق الإقليمي

تأتي هذه التحركات في ظل استمرار الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة منذ عام 2007، والذي تصاعدت تداعياته عقب اندلاع الحرب الأخيرة في أكتوبر 2023. 

وشهدت المنطقة توترات متكررة على المعابر الحدودية، وسط تصاعد الضغط الدولي لتمرير المساعدات الإنسانية وإنهاء العقوبات الجماعية المفروضة على أكثر من مليوني فلسطيني في القطاع.

وعلى الرغم من تعقيدات الوضع الأمني والسياسي في سيناء، فإن قطاعًا واسعًا من المجتمع المدني الدولي يواصل السعي لتنظيم مبادرات رمزية للتعبير عن التضامن مع سكان غزة، في وقت يتزايد فيه الجدل حول مسؤوليات الدول المجاورة، خاصة مصر، في تسهيل أو تقييد وصول المساعدات والناشطين إلى القطاع المحاصر.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية