الناطق باسم قافلة الصمود لـ"جسور بوست": نتوقع من مصر الموافقة على دخول غزة
نبيل الشنوفي: القافلة سلمية ولا نُمثل جهات سياسية
قال نبيل الشنوفي، أحد المتحدثين باسم قافلة "الصمود" المغاربية الهادفة إلى كسر الحصار عن غزة، إن مصر تمثل "بوابة الشرق وأرض الكنانة"، واصفًا إياها بـ"أعظم دولة في الشرق الأوسط والمغرب العربي من حيث التاريخ والعراقة والمكانة". وأعرب الشنوفي عن تطلع القافلة إلى حصولها على الموافقات والتأشيرات اللازمة من السلطات المصرية لعبور معبر رفح الحدودي نحو قطاع غزة.
وأضاف الشنوفي في تصريح خاص لـ"جسور بوست"، أن "مصر تحمل في طياتها فلسطين، فهي امتداد طبيعي لهذا العمق العربي، ونتوقع منها أن ترحب بهذه القافلة المغربية، بما يكتمل معه المشهد التضامني من موريتانيا غربًا إلى مصر شرقًا، عبر ما يمكن وصفه بـ(الهلال التضامني مع فلسطين)".
وأوضح أن دخول قافلة "الصمود" إلى مصر لن يشكّل أي عبء أو إزعاج للحكومة المصرية، مؤكدًا أن القافلة تتماشى تمامًا مع الموقف الرسمي المصري، خاصة فيما يتعلق بالدعم الثابت للقضية الفلسطينية، ورفض مشاريع التهجير، وعلى رأسها ما يُعرف بـ"صفقة القرن".
ومضى الشنوفي، قائلاً: "إن هذا الموقف، الذي تبنّته مصر إلى جانب الأردن، لاقى ترحيبًا واسعًا على المستويين الشعبي والرسمي، مشددًا على أن القافلة تُقدر هذا الدور المصري وتتفاعل معه بإيجابية كاملة".
وفي ختام حديثه، شدّد الشنوفي على الطابع السلمي للقافلة، قائلاً: "هذه القافلة سلمية بالكامل، ولا علاقة لها بالشأن الداخلي المصري أو بأي أجندة سياسية. نحن مواطنون عاديون، لا نمثل أحزابًا أو جهات سياسية، صحيح أن لبعض المشاركين آراءً شخصية، لكنها لا تعبّر عن القافلة ككيان".
وتابع: "هدفنا الوحيد هو دعم الشعب الفلسطيني بشكل رمزي وإنساني، من خلال الوصول إلى معبر رفح وأداء واجبنا التضامني".
ترحيب بالجهود الداعمة لغزة
يأتي ذلك غداة صدور أول تعليق رسمي يصدر عن القاهرة بشأن قافلة "الصمود" المغاربية لفك الحصار عن قطاع غزة، التي انطلقت من تونس، وحالياً تشق التراب الليبي نحو مصر بهدف الوصول إلى معبر رفح، إذ قالت وزارة الخارجية المصرية إنها "ترحب بكل الجهود الدولية والإقليمية، الرسمية والشعبية، الداعمة للقضية الفلسطينية والرافضة للحصار والتجويع والانتهاكات الإسرائيلية السافرة والممنهجة بحق الشعب الفلسطيني بقطاع غزة".
وأضاف البيان: "في ظل الطلبات والاستفسارات المتعلقة بزيارة وفود أجنبية للمنطقة الحدودية المحاذية لغزة (مدينة العريش ومعبر رفح) خلال الفترة الأخيرة، وذلك للتعبير عن دعم الحقوق الفلسطينية، تُؤكد مصر ضرورة الحصول على موافقات مسبقة لإتمام تلك الزيارات، وأن السبيل الوحيد لمواصلة السلطات المصرية النظر في تلك الطلبات هو من خلال اتباع الضوابط التنظيمية والآلية المتبعة منذ بدء الحرب على غزة".
وحدد البيان المصري أن تلك الضوابط هي "التقدم بطلب رسمي للسفارات المصرية في الخارج، أو من خلال الطلبات المقدمة من السفارات الأجنبية بالقاهرة، أو ممثلي المنظمات، إلى وزارة الخارجية، علماً بأنه سبق أن تم ترتيب العديد من الزيارات لوفود أجنبية، سواءً حكومية أو من منظمات حقوقية غير حكومية".
وشدد على أن "مصر تؤكد أهمية الالتزام بتلك الضوابط التنظيمية التي تم وضعها، وذلك لضمان أمن الوفود الزائرة نتيجة لدقة الأوضاع في تلك المنطقة الحدودية منذ بداية الأزمة في غزة، وتُؤكد في هذا الصدد أنه لن يتم النظر في أي طلبات أو التجاوب مع أي دعوات ترد خارج الإطار المحدد بالضوابط التنظيمية والآلية المتبعة في هذا الخصوص".
ورجحت العديد من المصادر المصرية المطلعة ألا يتم السماح بدخول القافلة إلى الأراضي المصرية، خاصة مع إغلاق المعابر الحدودية لغزة وعدم سماح سلطات الاحتلال الإسرائيلية بدخول القافلة المغاربية.
وتزامن انطلاق قافلة “الصمود” من الأراضي التونسية مع ما حدث بشأن السفينة "مادلين" التي أطلقها التحالف الدولي لكسر حصار غزة، قبل أن تصادرها إسرائيل، يوم الاثنين الماضي، من المياه الدولية بالبحر المتوسط قرب غزة، وتعتقل النشطاء الذين كانوا على متنها.