"الجوع لا يُقابَل بالرصاص".. تحذير أممي من كارثة إنسانية في غزة

"الجوع لا يُقابَل بالرصاص".. تحذير أممي من كارثة إنسانية في غزة
أطفال فلسطينيون ينتظرون الحصول على مساعدات غذائية- أرشيف

حذّر وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، توم فليتشر، من أن قطاع غزة يواجه خطر الانزلاق إلى المجاعة والمزيد من الفوضى وفقدان الأرواح، في حال عدم السماح الفوري والواسع بوصول المساعدات الإنسانية وسبل العيش الأساسية.

وأوضح فليتشر، في بيان صدر يوم الخميس، أن الهجمات على المدنيين، بمن فيهم الجياع ومقدمو المساعدات، غير مقبولة على الإطلاق، مشيرًا إلى أن قوافل الأمم المتحدة التي تنقل مساعدات إنسانية تعرضت لاعتراض من قبل "عصابات فلسطينية مسلحة"، مما شكل خطرًا مباشرًا على حياة الموظفين الأمميين، وفق موقع أخبار الأمم المتحدة.

كما أشار إلى أن مدنيين جائعين أُطلق عليهم النار من قبل القوات الإسرائيلية، أثناء محاولاتهم الوصول إلى الطعام، بعضهم دهسوا بالشاحنات أو طُعنوا.

ارتفاع أعداد الضحايا 

لفت فليتشر إلى أن الحوادث تركزت حول مراكز التوزيع العسكرية الإسرائيلية، حيث أفاد الجوعى بأن القوات الإسرائيلية فتحت النار عليهم، وأظهرت تقارير المستشفيات استقبال 245 شهيداً وأكثر من 2150 جريحًا من تلك المناطق خلال الأسبوعين الماضيين.

وفي تطور مقلق، أعلنت "مؤسسة غزة الإنسانية" أن فلسطينيين يعملون في توزيع المساعدات قُتلوا وأُصيبوا وأُسروا على يد عناصر من حماس.

وأضاف فليتشر: "يجب ألا يُقابل الجوع بالرصاص. يجب السماح للعاملين الإنسانيين بأداء واجبهم. نحن مستعدون لتقديم المساعدات على نطاق واسع، دعونا نقوم بعملنا."

غزة معزولة عن العالم

في موازاة الوضع الإنساني المتدهور، حذر مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) من أن الانهيار الكامل في خدمات الإنترنت والاتصالات يشل عمليات الإغاثة في القطاع.

وأوضح نائب المتحدث باسم الأمم المتحدة، فرحان حق، أن آخر مسار للألياف الضوئية انقطع على الأرجح جراء نشاط عسكري مكثف، ما أدى إلى "فشل كامل للبنية التحتية الرقمية في غزة".

وأشار إلى أن خدمات الطوارئ والتنسيق الإنساني باتت معطلة بالكامل، وأن وكالات الأمم المتحدة فقدت الاتصال بمعظم طواقمها داخل غزة، مضيفًا:

حياة المواليد والمرضى في خطر

دخل منع إدخال الوقود إلى غزة، المفروض من قبل السلطات الإسرائيلية، يومه المئة، ما دفع فرحان حق إلى التحذير من أن الوقود "ينفد بسرعة" وأن الخدمات الأساسية تقترب من "نقطة الانهيار الخطيرة".

ووفق شركاء الأمم المتحدة في مجال الصحة، فإن نحو 80% من المرافق الصحية مهددة بالتوقف عن العمل قريبًا، الأمر الذي يهدد حياة المواليد الذين يعتمدون على الحاضنات وأجهزة التنفس، إلى جانب مرضى العناية المركزة.

كما حذر حق من توقف وشيك لخدمات غسيل الكلى والإسعاف، وآبار المياه، ومحطات تحلية المياه.

ورغم الموافقة المبدئية على محاولة إدخال وقود يوم الخميس، فإن القصف أجبر الفريق الأممي على الانسحاب، ما أدى إلى إصابة سائق شاحنة وقود.

ودعا مكتب "أوتشا" السلطات الإسرائيلية إلى السماح العاجل بإدخال الوقود وتسهيل الوصول إلى المخزون المتبقي في المناطق المتضررة.

بدأت الأزمة الإنسانية في غزة بالتفاقم منذ اندلاع الحرب في أكتوبر 2023، عقب تصاعد العمليات العسكرية بين إسرائيل وحركة حماس. ومنذ ذلك الحين، فرضت إسرائيل قيودًا شديدة على دخول الوقود والمساعدات، في ظل دمار واسع للبنية التحتية. وتحذر منظمات دولية منذ أشهر من أن القطاع يواجه انهيارًا كاملاً للخدمات الإنسانية، بما في ذلك الصحة، والمياه، والغذاء، والاتصالات، وسط ارتفاع كبير في أعداد القتلى والجرحى، وتهجير مئات الآلاف من السكان.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية