مقتل 5 من العاملين في "مؤسسة غزة" وسط اتهامات لحركة حماس
مقتل 5 من العاملين في "مؤسسة غزة" وسط اتهامات لحركة حماس
اتهمت مؤسسة غزة الإنسانية، المدعومة من الولايات المتحدة، الأربعاء، حركة حماس بتنفيذ "هجوم شنيع ومتعمد" على حافلة كانت تقلّ فريقاً من العاملين الإغاثيين الفلسطينيين التابعين للمؤسسة غرب مدينة خان يونس، جنوب قطاع غزة، ما أسفر عن مقتل خمسة منهم وإصابة آخرين بجروح متفاوتة.
وأكدت المؤسسة، في بيان رسمي تلقته وكالة فرانس برس، أن الحافلة المستهدفة كانت تقلّ أكثر من عشرين عاملاً إنسانياً إلى مركز توزيع مساعدات تابع لها.
وجاء في البيان: "ما زلنا نجمع الحقائق، لكن ما نعرفه مفجع.. هناك ما لا يقل عن خمسة قتلى، وعدة إصابات، ونخشى أن يكون بعض أعضاء فريقنا قد أُخذوا رهائن".
وأشارت إلى أن جميع الضحايا هم من أبناء قطاع غزة ويعملون في المجال الإنساني، ووصفت الهجوم بأنه "وحشي ومروع".
وشددت المؤسسة على أن "الضحايا لم يكونوا سوى آباء، وإخوة، وأبناء وأصدقاء، يخاطرون بحياتهم يوميًا لإيصال المساعدات إلى المتضررين"، مشيرة إلى أن استهدافهم يُعد "جريمة بحق الجهود الإنسانية".
مؤسسة مثيرة للجدل
ورغم حداثة عهدها، أثارت مؤسسة غزة الإنسانية جدلاً واسعًا منذ بدء عملها نهاية مايو الماضي، خاصة أنها بدأت أنشطتها فور تخفيف إسرائيل بعض القيود المفروضة على القطاع منذ بداية الحرب في أكتوبر 2023.
وتقول المؤسسة إنها وزّعت أكثر من مليون وجبة غذائية خلال أسبوعين فقط من العمل، مستفيدة من التسهيلات الإسرائيلية الأخيرة.
لكن عمليات توزيع المساعدات عبر مراكز المؤسسة شابتها فوضى أمنية كبيرة، وسط اتهامات متكررة للجيش الإسرائيلي بإطلاق النار على المدنيين خلال تجمعهم للحصول على المساعدات، وهي اتهامات نفتها تل أبيب بشكل قاطع، قائلة إن المسؤولية تقع على الفصائل الفلسطينية التي تسيطر على الأرض.
تخوفات من عدم الحياد
تواجه المؤسسة رفضًا من جانب الأمم المتحدة وعدد من المنظمات الدولية غير الحكومية، التي تمتنع عن التنسيق معها أو الاعتراف بأنشطتها.
وتُعزى أسباب هذا الرفض إلى ما وصفته جهات حقوقية بـ"الغموض في مصادر التمويل، ونقص الشفافية، وغياب المعايير الإنسانية الدولية في إدارة المساعدات".
كما عبّرت جهات فاعلة في المجال الإنساني عن مخاوفها من أن المؤسسة تمارس نشاطها بشكل منفصل عن منظومة العمل الإغاثي المتعارف عليها، ودون ضمانات لحماية المدنيين أو احترام المبادئ الإنسانية الأساسية، وهو ما قد يعرض حياة العاملين والمتلقين للخطر.
حماية العمل الإغاثي
ودعت جهات حقوقية دولية إلى فتح تحقيق مستقل في الحادث، خاصة في ظل المخاوف من تعمد استهداف قوافل المساعدات.
واعتبر ناشطون إنسانيون أن الحادث يعكس هشاشة البيئة الأمنية في القطاع وصعوبة الوصول إلى المحتاجين دون تعريض حياة العاملين للخطر، مشددين على ضرورة توفير ممرات آمنة ودائمة للجهات الإنسانية، بعيدًا عن الاستقطابات السياسية أو العسكرية.
وتأتي هذه التطورات بينما تستمر معاناة سكان غزة، البالغ عددهم نحو 2.3 مليون نسمة، في ظل الحصار الإسرائيلي وتدهور الأوضاع المعيشية، ونقص الغذاء والدواء، وانهيار المنظومة الصحية، منذ اندلاع الحرب الإسرائيلية في السابع من أكتوبر 2023، والتي تسببت في دمار واسع في القطاع، وسقوط عشرات آلاف الضحايا بين قتيل وجريح.
مؤسسة غزة الإنسانية
بدأت مؤسسة غزة الإنسانية عملها بشكل فعلي في 28 مايو الماضي، وتركز أنشطتها في جنوب ووسط القطاع، وخصوصًا في مناطق خانيونس ورفح.
وتلقى جهودها تمويلاً غير معلن المصدر، رغم أن تقارير إعلامية أمريكية أكدت أن المؤسسة تحظى بدعم مباشر من تكتلات خيرية أمريكية محسوبة على اليمين.
وتعتبر المؤسسة أن هدفها هو "تسريع إيصال المساعدات إلى المتضررين عبر طرق جديدة بعيدًا عن الروتين الأممي"، إلا أن ممارساتها الميدانية وطريقة عملها أثارت شكوكاً دولية واسعة، ما يزيد من تعقيد مشهد العمل الإنساني في غزة.