"غوغل" توفّر ميزة إنشاء بودكاست قائم على الذكاء الاصطناعي من نتائج البحث
"غوغل" توفّر ميزة إنشاء بودكاست قائم على الذكاء الاصطناعي من نتائج البحث
في خطوة جديدة نحو تبسيط التفاعل مع الإنترنت، أعلنت شركة غوغل، اليوم السبت، عن إطلاق ميزة جديدة تحمل اسم "أوديو أوفرفيوز"، تتيح للمستخدمين تحويل نتائج البحث إلى بودكاست صوتي مُولّد بواسطة الذكاء الاصطناعي خلال ثوانٍ معدودة وفق فرانس برس.
الميزة الجديدة تعتمد على نموذج الذكاء الاصطناعي التوليدي "جيميناي" من غوغل، وتقوم بتحويل النتائج النصية التي يحصل عليها المستخدم بعد تنفيذ بحث إلى محادثة صوتية حيوية بين شخصين، بصوتين اصطناعيين طبيعيي الأداء.
محتوى مسموع... بلا استخدام اليدين
وفق بيان غوغل الرسمي، لا تتجاوز مدة البودكاست عادة بضع دقائق، ما يجعله مثالياً للمستخدمين الذين يرغبون في استهلاك المعلومات خلال قيادة السيارة، الطهو، أو أداء مهام متعددة.
وقالت غوغل في بيانها: “هذه الميزة تتيح طريقة عملية وسلسة للحصول على المعلومة، خصوصًا لمن يُفضّلون الاستماع على القراءة”.
خطوة نحو المستقبل الصوتي
يتماشى هذا التطور مع ما يعده الخبراء تحولًا جذريًا نحو بيئة رقمية صوتية، إذ تعزز شركات التكنولوجيا الكبرى دور الصوت كوسيط أساسي للتفاعل مع الذكاء الاصطناعي، مستندة إلى تجارب ناجحة مثل "سيري" من أبل و"أليكسا" من أمازون.
وتعكس هذه الخطوة الجديدة من غوغل رغبتها في توسيع نطاق الوصول إلى المعرفة، خصوصًا لفئات المستخدمين الذين قد يواجهون صعوبات في التفاعل مع النصوص المكتوبة.
ليس الأول من نوعه ولكن الأذكى
سبق أن قدمت غوغل في سبتمبر الماضي ميزة تحويل المستندات إلى بودكاست صوتي عبر منصتها "نوتبوك إل إم"، إلا أن "أوديو أوفرفيوز" يمثل قفزة كبرى، إذ يعتمد على نتائج بحث فورية وليس محتوى معدّاً مسبقًا.
هل الصوت هو المستقبل؟
يرى مراقبون أن غوغل تسعى من خلال هذه الخطوة إلى إعادة تعريف طريقة تفاعل المستخدمين مع محرك البحث، وتحويله من تجربة بصرية إلى تجربة سمعية تفاعلية، ما قد يغيّر جذريًا شكل البحث في الإنترنت خلال السنوات القادمة.
يُنظر إلى الذكاء الاصطناعي بوصفه أحد أبرز ابتكارات العصر الرقمي، إذ يوفر إمكانات هائلة لتعزيز الإنتاجية وتسريع الابتكار في مختلف القطاعات، من الرعاية الصحية والتعليم إلى الصناعة والخدمات، وتُسهم تقنياته في تحسين دقة التشخيص الطبي، وتقديم مساعدات ذكية في الحياة اليومية، وتحليل كميات ضخمة من البيانات بسرعة فائقة، لكن في المقابل، تثير هذه التكنولوجيا المتقدمة مخاوف جدية تتعلّق بانتهاك الخصوصية، وفقدان الوظائف بفعل الأتمتة، فضلاً عن خطر التحيّز الخوارزمي أو إساءة استخدامها لأغراض ضارة مثل نشر المعلومات المضللة أو تطوير أنظمة تسليح ذاتي. وبين الوعود والتحديات، يظل الذكاء الاصطناعي قوة مزدوجة التأثير، تستدعي توجيهاً وتشريعاً حكيماً لضمان توظيفها في خدمة الإنسان لا ضده.