عودة خدمات الإنترنت إلى غزة بعد انقطاع تام دام ثلاثة أيام
عودة خدمات الإنترنت إلى غزة بعد انقطاع تام دام ثلاثة أيام
عادت خدمات الإنترنت في قطاع غزة للعمل، السبت، بعد انقطاع كامل استمر لمدة ثلاثة أيام، نتيجة استهداف مباشر طال البنية التحتية للاتصالات، وسط اتهامات فلسطينية لإسرائيل بمحاولة عزل القطاع عن العالم الخارجي ومنع تواصل فرق الطوارئ مع الجهات المعنية.
وأكد المدير التنفيذي لهيئة تنظيم قطاع الاتصالات الفلسطينية، ليث دراغمة، في تصريح لوكالة "فرانس برس"، أن الشبكة تعمل الآن في جميع أنحاء قطاع غزة، مشيرًا إلى أن خدمات الاتصالات الأرضية وخدمة الألياف البصرية (Fiber Optic) قد عادت تدريجيًا، بعد إصلاح الأضرار التي لحقت بالبنية التحتية.
وأوضح دراغمة، أن الفرق الفنية الفلسطينية تمكنت أخيرًا من إعادة تشغيل الشبكات، رغم القيود التي فرضتها القوات الإسرائيلية على عمليات الإصلاح، مشددًا على أن استعادة الإنترنت لا يعني نهاية المعاناة التقنية، بل هو مجرد إنقاذ مرحلي في بيئة شديدة التعقيد والانكشاف.
اتهامات رسمية لإسرائيل
أعلنت وزارة الاتصالات الفلسطينية، الخميس الماضي، أن السبب وراء انقطاع الخدمات هو استهداف مباشر لخط الألياف الضوئية الرئيسي، الذي كان المسار الأخير المتبقي لنقل البيانات والاتصال في قطاع غزة.
واتهمت الوزارة إسرائيل بالوقوف خلف الهجوم، وعدّت ذلك "محاولة منهجية لفصل غزة عن العالم الخارجي"، مؤكدة أن الاحتلال يمنع بشكل متعمد فرق الصيانة من الوصول إلى المناطق المتضررة أو التوجه إلى مسارات بديلة لإعادة الخدمة.
وحتى الآن، لم تصدر السلطات الإسرائيلية أي تعليق رسمي بشأن الاتهامات الموجهة إليها أو حول ظروف استهداف البنية التحتية للاتصالات في القطاع المحاصر.
تعطيل الخدمات الطارئة
أفادت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، في بيان صدر الخميس، أن انقطاع الإنترنت والاتصالات الثابتة عوق عمل أجهزة الطوارئ والفرق الطبية، حيث أصبح من شبه المستحيل التواصل مع فرق الإسعاف المنتشرة في الميدان أو تنسيق عمليات الإخلاء والإغاثة تحت القصف المتواصل.
وحذرت الجمعية من أن غياب التواصل خلال الساعات الحرجة يهدد حياة مئات الجرحى والمرضى، ويعقد الاستجابة للأزمات الإنسانية، خصوصًا في ظل انهيار المنظومة الصحية، ونقص الإمدادات الطبية، وارتفاع عدد الضحايا تحت الأنقاض.
يأتي هذا الانقطاع ضمن سلسلة من الاستهدافات الممنهجة للبنى التحتية في غزة، والتي تضررت بشدة منذ اندلاع الحرب الحالية. فقد طالت الغارات الإسرائيلية شبكات المياه، ومحطات توليد الكهرباء، وشبكات الطرق، والبنية التحتية الإلكترونية، ما أدى إلى حرمان السكان من أبسط الخدمات الحياتية.
ويؤكد خبراء اتصالات أن تكرار استهداف شبكات الإنترنت والفايبر يندرج في إطار سياسة إسرائيلية لتقويض القدرة على توثيق الانتهاكات، وتعطيل عمليات الإعلام والاتصال الإنساني مع العالم الخارجي.
عزلة رقمية وكارثة إنسانية
تشير منظمات حقوق الإنسان إلى أن الانقطاع المتكرر للاتصالات والإنترنت يعزز حالة العزلة الرقمية التي يعاني منها سكان غزة، ويجعلهم غير مرئيين أمام المجتمع الدولي، خصوصًا مع ارتفاع عدد الشهداء إلى أكثر من 55 ألفًا، وتدمير مئات آلاف المنازل والمنشآت، وفق تقارير وزارة الصحة في غزة.
وتحذر جهات إنسانية من أن قطع الإنترنت بات أداة ضغط عسكرية، تعرقل الاستجابة الإنسانية وتمنع توثيق الكوارث، معتبرة أن ذلك يشكل انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي الإنساني الذي يضمن حرية الوصول للمعلومات خلال النزاعات المسلحة.