إيران تعلن تفكيك ورشتَي تصنيع طائرات مسيرة واعتقال 4 عملاء

أعلنت السلطات الإيرانية، اليوم الاثنين، عن تنفيذ عمليات أمنية متزامنة في مدينتي أصفهان وري، أسفرت عن تفكيك ورشتين لتصنيع الطائرات المسيّرة والمواد المتفجرة، واعتقال أربعة من المشتبه بتورطهم في أنشطة استخباراتية وعمليات تخريبية.

وكشف العميد محمد رضا هاشمي فر، نائب قائد شرطة محافظة أصفهان، عن تفاصيل العملية التي نُفذت فجر الاثنين، مؤكدًا أن الجهات الأمنية رصدت "حركة مشبوهة وتخزينًا غير مشروع لمكونات طائرات مسيّرة وأجسام طائرة" في إحدى الورش الواقعة بمحيط المدينة، وفق وكالة "فارس" الإيرانية.

وأوضح المسؤول الأمني أن "التحقيقات الأولية، المدعومة بمعلومات استخباراتية دقيقة، قادت إلى اعتقال أربعة مشتبه بهم، وصفوا بأنهم عملاء على صلة بجهات خارجية معادية، يجري التحقيق معهم حاليًا بتهم تتعلق بالأمن القومي والتخابر".

وأكد هاشمي فر أن الورشة كانت تستخدم في تجميع مكونات طائرات استطلاعية ومسيّرات هجومية، مضيفًا أن السلطات صادرت معدات إلكترونية متطورة وأجهزة تحكم عن بُعد.

ورشة سرية في مدينة ري

وفي عملية منفصلة جنوب العاصمة، أعلنت الأجهزة الأمنية الإيرانية عن ضبط ورشة سرية مكونة من ثلاثة طوابق في مدينة ري، كانت تُستخدم لتصنيع طائرات انتحارية ومتفجرات، في تطور وُصف بأنه "بالغ الخطورة".

وبحسب بيان رسمي، عُثر في الموقع على أكثر من 200 كغم من المواد المتفجرة، إضافة إلى طائرات مسيّرة معدّة للهجوم، ومنصات إطلاق ونُظم توجيه ميدانية يُعتقد أنها كانت جاهزة للاستخدام.

وأكدت السلطات أن اكتشاف الموقع جاء بعد بلاغ شعبي ورد إلى إحدى الجهات المختصة، يشير إلى "تحركات مشبوهة داخل منزل سكني يبدو من الخارج أنه مهجور". وقد داهمت وحدات خاصة المبنى فور التحقق من المعطيات، وتمت السيطرة عليه دون وقوع اشتباكات.

استنفار أمني داخلي 

تأتي هذه التطورات في وقت تشهد فيه إيران حالة من التأهب الأمني إثر تصاعد المواجهة العسكرية المباشرة مع إسرائيل منذ يوم الجمعة الماضي، والتي شملت ضربات متبادلة غير مسبوقة بين الطرفين، واستخدام للطائرات المسيّرة والصواريخ الباليستية في عمق أراضي كل منهما.

وكانت السلطات الإيرانية قد اتهمت في وقت سابق "أجهزة استخبارات أجنبية" بتجنيد عملاء داخل إيران لتنفيذ عمليات تخريب وتفجير، ضمن ما وصفته بـ"حرب الظل الممتدة" التي تخوضها الجمهورية الإسلامية مع إسرائيل والولايات المتحدة منذ سنوات.

وقد أشار رئيس السلطة القضائية الإيرانية، غلام حسين محسني إيجئي، أمس الأحد، إلى أن المحاكم ستُسرّع في إصدار الأحكام بحق كل من يثبت تعاونه مع "الكيان الصهيوني"، مؤكدًا أن البلاد "في حالة حرب" وأن التعامل مع الجواسيس سيتم وفق قوانين الطوارئ.

شبكة أكبر قيد التفكيك

لم تكشف السلطات حتى الآن عن هوية المعتقلين الأربعة، لكنها ألمحت إلى احتمال ارتباطهم بشبكة أوسع تعمل في مناطق متعددة من البلاد، مشيرة إلى استمرار التحقيقات للتوصل إلى بقية العناصر.

كما لم تُعلن الأجهزة الأمنية عن الجهة التي كان من المفترض أن تُوجّه لها الطائرات الانتحارية المصنّعة، وسط ترجيحات بأن بعض الأهداف كانت داخل إيران، في إطار استهداف منشآت حساسة، في حين لم تستبعد مصادر أمنية احتمال توجيه بعضها نحو "أراضٍ معادية"، في سيناريوهات معقدة تشمل جهات إقليمية متصارعة.