عرض أمريكي لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى بين إسرائيل وحماس

طرحت الولايات المتحدة الأمريكية عرضاً جديداً للتوصل إلى هدنة إنسانية في قطاع غزة، يتضمن تبادل أسرى بين إسرائيل وحركة "حماس"، ووقفاً لإطلاق النار يستمر مدة 60 يوماً، وفق ما كشفته صحيفة "إسرائيل اليوم" العبرية.

وأعلنت الصحيفة، المقربة من معسكر اليمين الإسرائيلي، اليوم الثلاثاء، أن الحكومة تدرس مقترحاً أمريكياً يقضي بإطلاق سراح 8 رهائن أحياء و6 جثامين لإسرائيليين تحتجزهم حماس، فور دخول الاتفاق حيز التنفيذ، على أن يتم خلال فترة الهدنة إطلاق اثنين آخرين اختطفا خلال الحرب.

وبيّنت الصحيفة أن الاتفاق المقترح يشمل وقفاً شاملاً لإطلاق النار لمدة شهرين، تجري خلاله مفاوضات موسعة للتوصل إلى صيغة نهائية لإنهاء الحرب، مع إطلاق سراح مزيد من الأسرى من الجانبين.

تليين في مواقف حماس

أفادت الصحيفة بأن حماس وافقت على الاقتراح الأمريكي، بعد تخليها عن بعض مطالبها السابقة، من بينها الإصرار على التزام مكتوب بإنهاء الحرب وانسحاب إسرائيلي شامل من القطاع.

وأوضحت أن الوسطاء بعثوا برسائل إلى قيادة الحركة تفيد بأن "هذا هو أفضل عرض ممكن في ظل الظروف الراهنة"، محذرين من أن رفضه قد يدفع إسرائيل إلى شن هجوم واسع دون أية قيود أمريكية.

ونقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" عن مصادر في المنطقة أن المفاوضات حققت "تقدماً كبيراً"، وسط ما وصفته بـ"مرونة متبادلة" بين الطرفين، لكنها أشارت إلى أن الطرفين "متخوفان من تداعيات المواجهة مع إيران على المسار التفاوضي".

ورجّحت أن يكون الوفد الإسرائيلي قد تريث في التوجه إلى الدوحة، خشية أن يتسبب ذلك في تعطيل دينامية المفاوضات بدلاً من تسريعها.

مؤشرات على انفراجة محتملة

أكد مسؤولون أمريكيون لعائلات الأسرى، بحسب ما نقلته الصحيفة، وجود "مؤشرات إيجابية للغاية" على إمكانية تحقيق اختراق قريب في الملف، دون تقديم تفاصيل بشأن موعد أو آليات التنفيذ.

وتُقدّر السلطات الإسرائيلية عدد الأسرى المحتجزين في غزة بـ54 شخصاً، بينهم 20 على قيد الحياة، في حين يقبع في السجون الإسرائيلية أكثر من 10,400 أسير فلسطيني، يتعرض كثير منهم لسوء المعاملة، بما في ذلك التعذيب والإهمال الطبي، ما أدى إلى وفاة عدد منهم وفق تقارير حقوقية محلية ودولية.

وجاء العرض الأمريكي في ظل تصاعد الصراع الإقليمي، بعد أن شنت إسرائيل فجر الجمعة الماضية هجوماً واسعاً على إيران، بدعم أمريكي مباشر، استهدف منشآت نووية وقواعد صواريخ وشخصيات عسكرية، وأسفر عن مقتل 224 شخصاً وإصابة 1277، بحسب التلفزيون الإيراني.

وردّت طهران في الليلة ذاتها بإطلاق صواريخ باليستية وطائرات مسيّرة على مواقع داخل إسرائيل، ما أدى إلى مقتل 24 شخصاً وإصابة المئات، إضافة إلى أضرار واسعة، بحسب وزارة الصحة الإسرائيلية.