وزراء خارجية أوروبيون يسعون لحل دبلوماسي بين إيران وإسرائيل

وزراء خارجية أوروبيون يسعون لحل دبلوماسي بين إيران وإسرائيل
وزراء خارجية فرنسا وبريطانيا وألمانيا وممثلة الاتحاد الأوروبي

بدأ وزراء خارجية أوروبيون، الجمعة، محادثات رفيعة المستوى في مدينة جنيف السويسرية مع نظيرهم الإيراني عباس عراقجي، في محاولة لإنهاء الحرب المندلعة منذ ثمانية أيام بين إسرائيل وإيران، والتي تُنذر بتصعيد إقليمي واسع النطاق، بينما أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أنه سيتخذ قراره بشأن تدخل عسكري أمريكي خلال أسبوعين.

استهدفت إسرائيل، ليلة الخميس/ الجمعة، عشرات المواقع في العاصمة الإيرانية طهران، من بينها ما وصفه الجيش الإسرائيلي بـ"مركز أبحاث وتطوير للأسلحة النووية"، بينما واصلت إيران الرد عبر دفعات من الصواريخ والطائرات المسيّرة، ما دفع بصفارات الإنذار لتدوّي في مناطق إسرائيلية عدّة، وفق وكالة الأنباء الألمانية.

وأعلنت إيران أن الهجمات الإسرائيلية أسفرت عن مقتل 224 شخصًا على الأقل منذ اندلاع الحرب، فيما أشارت الحكومة الإسرائيلية إلى مقتل 25 شخصًا في المقابل نتيجة الضربات الإيرانية.

ورغم التصعيد، نفت طهران سعيها إلى تطوير أسلحة نووية، مؤكدة تمسكها ببرنامجها النووي المدني. 

وبدوره، أكد المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل غروسي، في تصريحات لقناة "سي إن إن" الأمريكية، أن الوكالة لم تجد أدلة على وجود برنامج ممنهج لإنتاج سلاح نووي إيراني، مشددًا على أن "العمل العسكري قرار سياسي، وليس له علاقة بتقاريرنا الفنية".

دبلوماسية تسابق الزمن

وصل وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي إلى جنيف حيث يلتقي وزراء خارجية بريطانيا ديفيد لامي، وفرنسا جان نويل بارو، وألمانيا يوهان فاديفول، إلى جانب مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كايا كالاس، ضمن محاولة أوروبية لإعادة تحريك المسار الدبلوماسي وتقديم "عرض تفاوضي شامل" يشمل الملف النووي، والأنشطة الباليستية، ودور إيران الإقليمي.

وأكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن "الأولوية القصوى" هي العودة إلى طاولة المفاوضات، محذرًا من استهداف البنية التحتية المدنية في إيران، في ظل تكثيف إسرائيل ضرباتها الجوية على طهران ومناطق إيرانية أخرى.

وصرح وزير الخارجية البريطاني، عقب اجتماع في واشنطن مع نظيره الأمريكي ماركو روبيو، بأن هناك "نافذة دبلوماسية حيوية" خلال الأسبوعين المقبلين، مضيفًا أن "الجهود الأوروبية منسقة بالكامل مع واشنطن".

وفي المقابل، رفضت طهران الانخراط في أي حوار مباشر مع واشنطن في ظل استمرار العدوان، وأكد عراقجي أن "لا مكان للدبلوماسية طالما أن الهجمات الإسرائيلية مستمرة".

تصريحات متضاربة من واشنطن

في تطور لافت، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مساء الخميس، أنه سيُصدر قراره بشأن تدخل أمريكي محتمل إلى جانب إسرائيل خلال أسبوعين، معتبراً أن هناك "فرصة حقيقية" للتوصل إلى حل سياسي مع إيران.

غير أن موقف ترامب لا يبدو موحداً داخل الإدارة الأمريكية، وسط دعوات أوروبية للتهدئة وتغليب الوسائل الدبلوماسية.

وفي مؤشر على التصعيد الأمني، أفادت وسائل إعلام إيرانية بأن السلطات أحبطت مخططًا لاغتيال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي قبل أيام من توجهه إلى سويسرا. 

وأكد مستشاره محمد رضا رنجبران أن "الجهات الأمنية حالت دون تنفيذ مخطط إسرائيلي كبير" كان يستهدف عراقجي داخل طهران.

غضب شعبي في إيران والعراق

وفي إيران، شهدت العاصمة طهران ومدن كبرى مظاهرات شعبية واسعة الجمعة، ندد خلالها الآلاف بالهجمات الإسرائيلية، ورفع المتظاهرون صور القادة العسكريين والعلماء الذين قُتلوا منذ بداية الحرب، بينما رُفعت أعلام إيران وحزب الله، في استعراض لتأييد "المقاومة" كما وصفه التلفزيون الرسمي.

وشهدت عدة مدن عراقية، أبرزها بغداد، مظاهرات مماثلة بدعوة من الزعيم الشيعي مقتدى الصدر، الذي دعا إلى "الوقوف مع الشعب الإيراني في وجه العدوان الصهيوني".

وفي تطور اقتصادي مرتبط بالحرب، أعلنت شركة "ميرسك" الدنماركية، ثاني أكبر شركة شحن في العالم، تعليق جميع رحلاتها إلى ميناء حيفا الإسرائيلي، مشيرة إلى "مخاطر أمنية متزايدة على أطقم السفن".

وفي إيران، أفادت مصادر محلية بوقوع انفجار في المنطقة الصناعية بمدينة رشت شمال البلاد، عقب تهديد إسرائيلي بضرب البنية العسكرية هناك، وهو ما دفع السلطات إلى قطع الإنترنت في البلاد منذ أكثر من 24 ساعة، وفق ما أفادت منظمة "نتبلوكس" البريطانية، في أطول انقطاع منذ احتجاجات نوفمبر 2019.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية