محتجون يقتحمون قاعدة جوية بريطانية اعتراضاً على دعم إسرائيل
محتجون يقتحمون قاعدة جوية بريطانية اعتراضاً على دعم إسرائيل
اقتحم ناشطون مؤيدون للقضية الفلسطينية قاعدة "برايز نورتن" الجوية، أكبر قاعدة عسكرية تابعة لسلاح الجو الملكي البريطاني جنوب شرق إنجلترا، وقاموا بتخريب طائرتين عسكريتين، في عملية احتجاجية لقيت إدانة شديدة من رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر الذي وصفها بأنها "أمر مشين".
ونشرت مجموعة "بالستاين أكشن"، المعروفة بتنظيمها احتجاجات مناهضة للدعم البريطاني لإسرائيل، مقطع فيديو على منصة "إكس"، يظهر فيه عدد من الناشطين يتجولون في القاعدة العسكرية باستخدام دراجات سكوتر، ويقومون برش طائرة بطلاء أحمر، قائلين إنهم ألحقوا أضراراً بطائرتين عسكريتين.
وأكدت المجموعة في بيان أن العملية استهدفت طائرتين في القاعدة التي تقع في مقاطعة أوكسفوردشير، معتبرة أن الخطوة تأتي احتجاجاً على "تورط بريطانيا النشط والمتواصل في دعم الحرب الإسرائيلية على غزة".
إدانة حكومية ومراجعة أمنية
وفي أول تعليق رسمي، اعتبر رئيس الوزراء ستارمر، في منشور على "إكس"، أن "أعمال التخريب التي ارتُكبت في قاعدة برايز نورتن أمر مشين وغير مقبول"، فيما أعلنت الحكومة البريطانية أنها فتحت "مراجعة أمنية شاملة" تشمل القاعدة الجوية وجميع منشآت القطاع الدفاعي البريطاني.
وقال متحدث باسم الحكومة إن الحادث لم يؤثر على العمليات الجوية، فيما أدانت وزارة الدفاع البريطانية بشدة "هذا التخريب غير المسؤول لأصول تابعة لسلاح الجو الملكي"، مشيرة إلى أنها تعمل عن كثب مع الشرطة التي فتحت تحقيقاً جنائياً في الواقعة.
وتُعتبر قاعدة "برايز نورتن" مركزاً لوجستياً استراتيجياً لسلاح الجو البريطاني، وتُستخدم لتزويد الطائرات بالوقود جواً، وتُشكل محوراً حيوياً في الرحلات العسكرية نحو قواعد بريطانية في الشرق الأوسط، أبرزها قاعدة "أكروتيري" في قبرص.
وبحسب وسائل إعلام بريطانية، فإن إحدى الطائرتين المستهدفتين هي من طراز "إيرباص فوياجر"، المخصصة لنقل القوات وتزويد المقاتلات بالوقود أثناء الطيران.
اتهامات بالمشاركة في الحرب
وفي بيانها، اتهمت مجموعة "بالستاين أكشن" حكومة بريطانيا بأنها “ليست فقط متواطئة، بل هي ”مشارك فعلي" في أعمال الإبادة في غزة وجرائم الحرب في أنحاء الشرق الأوسط"، على حد تعبيرها.
وأشارت المجموعة إلى أن بريطانيا "ترسل شحنات عسكرية، وتُشغّل طائرات تجسس فوق غزة، وتزود المقاتلات الأميركية والإسرائيلية بالوقود"، في وقت يُواصل فيه الجيش الإسرائيلي عمليته العسكرية التي بدأت عقب هجوم حماس في 7 أكتوبر 2023.
وكانت المجموعة قد تبنت في الشهر الماضي عملية تخريب لطائرة عسكرية أميركية في أيرلندا، في تصعيد واضح لأساليب الاحتجاج على الدعم العسكري الغربي لإسرائيل.
حكومة حزب العمال
رغم تصعيد المجموعة، فإن حكومة حزب العمال برئاسة ستارمر أوقفت نحو 30 ترخيصاً لتصدير الأسلحة إلى إسرائيل، من أصل 350، وذلك استجابةً لتقارير تفيد باحتمال استخدامها في خروقات للقانون الدولي، لكنها ما زالت ترسل مكونات لطائرات F-35 التي تستخدمها إسرائيل ضمن شبكة دولية.
وتواجه حكومة ستارمر انتقادات من نشطاء ومنظمات حقوقية لعدم اتخاذها موقفاً حاسماً من وقف الدعم العسكري لإسرائيل، رغم تزايد الأدلة على حجم الدمار الإنساني في قطاع غزة.
وتواصل إسرائيل نفيها الاتهامات الموجهة إليها بارتكاب "أعمال إبادة" في غزة، حيث تقول إنها تستهدف "البنى التحتية العسكرية لحماس"، في حين توثق منظمات دولية أن الضربات الإسرائيلية أدت إلى سقوط أكثر من 55 ألف شهيد، غالبيتهم من المدنيين، وتدمير واسع للبنية التحتية في القطاع.