بعد احتجاز 3 أشهر.. الإفراج عن طالب جامعة كولومبيا السابق محمود خليل
بعد احتجاز 3 أشهر.. الإفراج عن طالب جامعة كولومبيا السابق محمود خليل
أُفرج، الجمعة، عن الناشط محمود خليل، الطالب السابق في جامعة كولومبيا وقائد الاحتجاجات الجامعية المؤيدة للفلسطينيين، بعد أن أمر قاضٍ فيدرالي الحكومة الأمريكية بالإفراج عنه بكفالة، ممهّدًا لعودته إلى منزله في نيويورك.
وظهر خليل لحظة خروجه من مركز احتجاز المهاجرين في جينا، بولاية لويزيانا، مرتدياً الكوفية الفلسطينية، وسط ترحيب واسع من عائلته ومنظمات حقوقية أمريكية بحسب فرانس برس.
وأصدر القاضي الفيدرالي مايكل فاربيارز قرار الإفراج بعد جلسة استماع مطوّلة، خلص فيها إلى أن احتجاز محمود خليل غير قانوني، وأن ترحيله لا يستند إلى أساس دستوري.
وأكد القاضي أن الحكومة لا تملك الحق في احتجازه لمجرد تصريحاته السياسية أو مواقفه الداعمة للفلسطينيين، معتبرًا أن القانون الذي استندت إليه السلطات يعود لعقود ولا ينطبق على هذه الحالة.
وكان خليل قد اعتُقل في 8 مارس على يد إدارة الهجرة والجمارك، ونُقل لمسافة نحو ألفي كيلومتر من نيويورك إلى مركز احتجاز في لويزيانا.
زوجته: "يمكننا أن نتنفس أخيراً"
أعربت زوجته، نور عبد الله، عن ارتياحها بعد الإفراج عنه، قائلة في بيان مؤثر: "بعد أكثر من ثلاثة أشهر، يمكننا أخيرًا أن نتنفس الصعداء ونعلم أن محمود في طريقه إلى منزله".
وأضافت عبد الله، وهي طبيبة أسنان من ميشيغن، "لقد أنجبت ابننا الأول وهو خلف القضبان، الحكم لا يُصلح الظلم، لكنه يعيد جزءًا من كرامتنا".
واعتبر أمول سينها، المدير التنفيذي للاتحاد الأمريكي للحريات المدنية في نيوجيرسي، أن الإفراج عن خليل "انتصار للحريات المدنية"، مؤكدًا أن "خليل استُهدف فقط لأنه تحدث بجرأة عن معاناة الفلسطينيين".
وشارك في الدفاع عن خليل عدد من منظمات الحقوق المدنية والمحامين المتطوعين، الذين وصفوا قضيته بأنها "نموذج صارخ لتسييس قوانين الهجرة وتكميم حرية التعبير".
قانون من خمسينيات القرن الماضي
استندت الحكومة الأمريكية في سعيها لترحيل خليل إلى قانون قديم يسمح بإبعاد الأجانب إذا اعتُبروا "معارضين للسياسات الخارجية الأمريكية"، وفقًا لتصريحات وزير الخارجية ماركو روبيو.
وادّعت السلطات أيضًا وجود "أخطاء" في أوراق إقامته الدائمة، إلا أن القاضي اعتبر هذه الادعاءات غير كافية لتبرير الترحيل أو استمرار الاحتجاز.
وخلال فترة اعتقاله، تحوّل خليل إلى رمز للاحتجاج الطلابي ضد الحرب الإسرائيلية في غزة، والتي شهدت موجات متتالية من الاعتصامات داخل كبرى الجامعات الأمريكية.
النشاط الطلابي المؤيد لفلسطين
شهدت الجامعات الأمريكية منذ أكتوبر 2023 حراكًا طلابيًا متصاعدًا احتجاجًا على الحرب الإسرائيلية في غزة، وواجه المشاركون اتهامات بمعاداة السامية من بعض المسؤولين، رغم التأكيد على الطابع السياسي والحقوقي للاحتجاجات.
وسُجّلت عشرات حالات الاعتقال والطرد والمنع من التخرج بحق طلاب وأساتذة، وسط اتهامات بأن إدارة ترامب، حين عودتها للسلطة، تعمدت تضييق الخناق على أي دعم علني للقضية الفلسطينية.
وتعكس قضية محمود خليل تقاطعات شائكة بين حرية التعبير، وقوانين الهجرة، والتوجهات السياسية في الولايات المتحدة، وسط جدل متواصل حول المعايير المزدوجة في التعامل مع الناشطين بحسب مواقفهم.