تحذيرات بريطانية.. مئات الوفيات المبكرة بسبب موجة حر تعززها أزمة المناخ
تحذيرات بريطانية.. مئات الوفيات المبكرة بسبب موجة حر تعززها أزمة المناخ
يُتوقع أن تودي موجة الحر الحالية بحياة نحو 600 شخص في إنجلترا وويلز خلال أيام قليلة، في ظاهرة يقول العلماء إنها ما كانت لتحدث بهذا الشكل لولا تأثير تغير المناخ الناتج عن أنشطة الإنسان وفق صحيفة "الغارديان" البريطانية.
وبحسب تقرير للصحيفة تُظهر تقديرات تحليلية حديثة أن درجات الحرارة المرتفعة، التي ستبلغ 32 درجة مئوية في جنوب شرق إنجلترا اليوم السبت، أصبحت أكثر احتمالًا بنحو 100 مرة بسبب التغير المناخي، ويؤكد الباحثون أن الوفيات الصامتة، وغالبيتها بين من تجاوزوا الـ65 عامًا، تُعد أحد أوجه الخسائر الخفية للحرارة الشديدة.
المدن الكبرى في مرمى الخطر
تشير البيانات إلى أن لندن وغرب ميدلاندز ستكونان الأكثر تضررًا، إذ قد تُسجل لندن وحدها نحو 129 وفاة مبكرة من إجمالي الوفيات المتوقعة بين الخميس والأحد، كما أن سكان المنازل في المناطق الحضرية معرضون للخطر بشكل خاص، بسبب ضعف التهوية وارتفاع درجات الحرارة داخل البيوت، والتي تزيد في 80% من المنازل البريطانية خلال الصيف.
تحذير رسمي: "نظام صحي تحت الضغط"
هيئة الخدمات الصحية الوطنية (NHS) أصدرت تحذيرًا صحيًا من المستوى الكهرماني، سارياً حتى صباح الاثنين، يشير إلى "زيادة في الوفيات" و"تأثيرات جسيمة في الرعاية الصحية".
تشمل الفئات الأكثر عرضة للخطر: كبار السن، الرضع والأطفال، الحوامل, مرضى القلب والرئة، من يعانون من الجفاف أو يعيشون في مساكن رديئة التهوية.
تغير المناخ: أزمة تتجاوز حرارة الصيف
يقول العلماء إن درجات الحرارة ارتفعت بالفعل بمقدار 2 إلى 4 درجات مئوية بفعل التلوث الناتج عن الوقود الأحفوري، ما يجعل موجات الحر أكثر تواترًا وخطورة. ورغم ذلك، وصف مستشارون رسميون استعدادات الحكومة لمواجهة هذه الظاهرة بأنها "ضعيفة، مجزأة، ومتأخرة".
وقدّر تقرير صادر عن لجنة تغير المناخ البريطانية أن الوفيات السنوية المرتبطة بالحرارة قد تتجاوز 10 آلاف بحلول عام 2050 إذا استمرت درجات الحرارة العالمية في الارتفاع.
يقول البروفيسور أنطونيو جاسباريني “كل درجة مئوية إضافية تعني ضغطًا متزايدًا على المستشفيات، وتهديدًا مباشرًا لحياة الناس”.
حرارة قاتلة.. وصامتة عالمياً
أصدرت شركة التأمين العالمية "سويس ري" تقريرًا خلص إلى أن الحر الشديد أكثر فتكًا من الفيضانات والزلازل والأعاصير مجتمعة، متسببًا في وفاة نحو 500 ألف شخص سنويًا حول العالم.
في النهاية، لا تبدو هذه الحوادث مجرد تقلبات موسمية، بل مؤشّرًا واضحًا على أن أزمة المناخ باتت تهديدًا يوميًا مباشرًا لحياة الناس في المملكة المتحدة وغيرها، وبينما ترتفع درجات الحرارة، يعلو أيضًا صوت التحذير العلمي "لا وقت للمماطلة في مواجهة الاحترار العالمي".