"واشنطن بوست": اتحاد الحريات المدنية الأمريكي يخسر قضية القُصّر المتحولين جنسياً

"واشنطن بوست": اتحاد الحريات المدنية الأمريكي يخسر قضية القُصّر المتحولين جنسياً
الاتحاد الأمريكي للحريات المدنية

 

خاض الاتحاد الأمريكي للحريات المدنية معركة قانونية دفاعًا عن حقوق المتحولين جنسيًا أمام المحكمة العليا، مدفوعًا بتصميم واضح رغم إدراكه المسبق لاحتمالات الخسارة المرتفعة.

ووفقاً لمقال نشرته الكاتبة الأمريكية، ميغان مكاردل، وهى مؤلفة كتاب "الجانب الإيجابي من السلبي: لماذا الفشل الجيد هو مفتاح النجاح"، في صحيفة “واشنطن بوست”، الأحد، تحدى الاتحاد حظر ولاية تينيسي لعلاجات التحول الجنسي للقاصرين، لكنه واجه معارضة من ستة قضاة محافظين، وكان عليه أن يُثبت أن هذه العلاجات "منقذة للحياة وقائمة على الأدلة وضرورية طبيًا".

أضعفت السياقات العلمية والاجتماعية موقف الاتحاد، وكشفت دعاوى قضائية أخرى، مثل تلك المقامة ضد حظر مشابه في ولاية ألاباما، عن تأثير السياسة والتحيز الجماعي في عمل الرابطة العالمية لمتخصصي الصحة الجنسية WPATH.

وبما أن الجمعيات الطبية الأخرى استلهمت توجيهاتها من WPATH، اهتزت الحجة القائلة بوجود إجماع طبي واسع، وهكذا، اعتمدت المرافعة على تفسير قانوني لمفهوم التمييز على أساس الجنس، ما جعل كفة المعركة تميل ضد المدافعين عن حقوق المتحولين.

رهان محفوف بالأخطار

أثار قرار اتحاد الحريات المدنية الأمريكية تساؤلات حول مدى حكمة التقدم بقضية ذات احتمالات نجاح ضئيلة وتأثير قانوني كبير، ورغم أن تصاعد الحظر على رعاية النوع الاجتماعي في 27 ولاية قد يُبرر محاولة المواجهة، فإن استراتيجيات الاتحاد التاريخية اتسمت بالحذر واختيار المعارك القابلة للكسب.

أشار بعض نشطاء مجتمع الميم إلى أن القضية ابتعدت عن نهج التدرج الذي أوصلهم سابقًا إلى مكاسب كبرى مثل تشريع زواج المثليين، واصفينها بأنها "مقامرة مأساوية مبنية على علم غير مؤكد".

استدعت الكاتبة ميغان مكاردل تجاربها السابقة في تغطية قضايا المتحولين، لا سيما قصة السباحة الجامعية ليا توماس، وأوضحت كيف أن ردود الفعل الليبرالية كانت أكثر تحفظًا مما أظهرته التغطيات الإعلامية.

لاحظت مكاردل أن كثيرًا من الليبراليين، ولا سيما النساء، كانوا يعارضون مشاركة المتحولات في الرياضة النسائية، لكن الخوف من النقد حال دون الجهر بهذه الآراء، أدى ذلك إلى تكوين انطباع إعلامي زائف يُوحي بإجماع غير موجود.

وسلّطت الكاتبة الضوء على الفارق بين مؤيدين صاخبين واثقين، وبين معارضين مترددين يتحدثون في الخفاء، ما أدى إلى تغييب النقاش الصريح، مشيرة إلى أن هذا المناخ الرقابي قوّض فرص التدقيق العلمي والاجتماعي في سياسات المتحولين، ما جعل ردود الفعل اللاحقة أكثر عنفًا حين بدأ الصمت في الانهيار.

دروس من الماضي

قارنت الكاتبة الأمريكية بين مسار تشريع زواج المثليين الذي اتبع نقاشًا مفتوحًا واستراتيجية قانونية تدريجية، وبين المسار المتعجّل لقضايا المتحولين، الذي رافقه تراجع حاد في الدعم الشعبي، ورأت أن تسارع المكاسب دون تحصينها مجتمعيًا أسهم في تهيئة الأرضية لرد فعل سياسي وقانوني عنيف.

وفي الختام دعت الكاتبة اتحاد الحريات المدنية الأمريكية إلى مراجعة استراتيجياته، معتبرًا أن تجاهل هشاشة الإجماع الليبرالي كان خطأً استراتيجيًا، وشددت على ضرورة الاستماع إلى الأصوات الخافتة التي تُهمس في الزوايا المظلمة، إذ قد تحمل تنبيهات مبكرة كانت كفيلة بتغيير المسار قبل الوصول إلى المحكمة العليا.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية