وزراء إسرائيليون يدعون لتصعيد العدوان على غزة بعد وقف حرب إيران

وزراء إسرائيليون يدعون لتصعيد العدوان على غزة بعد وقف حرب إيران
نزوح قسري في غزة - أرشيف

دعا وزير المالية الإسرائيلي المتطرف بتسلئيل سموتريتش، اليوم الثلاثاء، إلى تصعيد العمليات العسكرية "بكل قوة" ضد قطاع غزة، وذلك في أول تعليق له على إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران، بعد تصعيد عسكري غير مسبوق استمر منذ 13 يونيو.

وحثّ سموتريتش على استغلال ما وصفه بـ"النصر الإسرائيلي الساحق على إيران" من أجل "إتمام المهمة في غزة"، عبر القضاء الكامل على حركة حماس، وإعادة المحتجزين الإسرائيليين.

وانتهز وزراء آخرون في حكومة نتنياهو الفرصة لدعوة صريحة إلى ترسيخ سياسة التهجير القسري للفلسطينيين من قطاع غزة، في تكرار لمواقف اليمين الإسرائيلي التي باتت أكثر وضوحًا وعلنية منذ اندلاع حرب السابع من أكتوبر 2023.

إشادة بـ"التحالف مع ترامب"

أشاد وزير الاتصالات الإسرائيلي، شلومو قرعي، في منشور على منصة "إكس"، بدور رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وتحالفه الوثيق مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، واعتبر أن التعاون بينهما هو ما مكّن إسرائيل من "منع إيران من امتلاك سلاح نووي" بحسب تعبيره.

زعم قرعي أن ما تحقق خلال الحرب الأخيرة مع طهران "ضمن خلود إسرائيل"، وأضاف: "لم تكن هذه النتيجة لتتحقق لولا شجاعة جنودنا، وروح وتماسك شعبنا".

وأكد قرعي أن المعركة الحقيقية لم تنتهِ، مشيرًا إلى أن غزة هي "المهمة الرئيسية الآن"، حيث شدد على ضرورة القضاء على حركة حماس، واستعادة الأسرى، مع تعزيز برنامج تهجير الفلسطينيين من القطاع، في إشارة إلى مشروع يستهدف تفريغ غزة ديمغرافيًا، وهو ما يتعارض مع القانون الدولي الإنساني.

وقف إطلاق النار مع يران

شهد صباح الثلاثاء إعلانًا مفاجئًا عن وقف لإطلاق النار بين إسرائيل وإيران، بعد سلسلة من الهجمات المتبادلة التي بدأت في 13 يونيو، حين شنت إسرائيل بدعم مباشر من واشنطن ضربات استهدفت منشآت نووية وقواعد صاروخية وقادة عسكريين في إيران، بينما ردّت طهران بصواريخ باليستية وطائرات مسيّرة طالت منشآت عسكرية واستخباراتية إسرائيلية.

وسقط 5 قتلى إسرائيليين بصاروخ إيراني استهدف مدينة بئر السبع، صباح الثلاثاء، لكن سموتريتش وصف الهجوم بأنه "ثمن للنصر الكبير"، مدعيًا أن إسرائيل نجحت في "إزالة تهديد وجودي مباشر"، ودمّرت عشرات الأهداف في طهران.

وأكدت هذه التصريحات أن الحكومة الإسرائيلية لا تنوي تهدئة الجبهة الجنوبية رغم التوصل إلى وقف إطلاق النار مع طهران. بل على العكس، رأت في انتهاء المواجهة مع إيران فرصة لإعادة تركيز القوة التدميرية على قطاع غزة، الذي يشهد واحدة من أكثر الحملات العسكرية دموية في العصر الحديث.

ومنذ السابع من أكتوبر 2023، تشن إسرائيل حربًا على القطاع أسفرت -بحسب وزارة الصحة الفلسطينية- عن استشهاد أكثر من 55 ألف فلسطيني، وإصابة نحو 149 ألفًا، معظمهم من النساء والأطفال، فضلًا عن 11 ألف مفقود، يُعتقد أن كثيرًا منهم لا يزالون تحت الأنقاض.

وخلّفت الحرب دمارًا واسعًا في البنية التحتية والمستشفيات والمدارس ومراكز الإيواء، فيما يعاني مئات الآلاف من الفلسطينيين من النزوح القسري والجوع والعطش في ظل حصار خانق وممنهج، مع اتهامات متزايدة لإسرائيل بارتكاب جرائم إبادة جماعية وتهجير قسري، وسط دعم أمريكي وصمت دولي.

خطاب التهجير يعود للواجهة

أعادت تصريحات شلومو قرعي وبتسلئيل سموتريتش تسليط الضوء على سياسة التهجير الجماعي التي يروج لها وزراء من اليمين المتطرف داخل حكومة نتنياهو، فطوال الأشهر الماضية، صدرت عنهم تصريحات تطالب بـ"إفراغ غزة من سكانها"، و"إعادة توطين الفلسطينيين في دول أخرى"، كحل دائم لـ"المشكلة الأمنية".

تواجه هذه التصريحات إدانة دولية متزايدة، لكنها لا تزال تجد دعمًا سياسيًا داخل دوائر اليمين الإسرائيلي، وتُترجم عمليًا في الحصار والتجويع والقصف المتواصل، ما يُنذر بتحول جريمة الحرب إلى سياسة معلنة تسعى إلى تغيير ديمغرافي كامل في القطاع.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية