استشهاد 24 فلسطينياً إثر غارة إسرائيلية على وسط غزة
استشهاد 24 فلسطينياً إثر غارة إسرائيلية على وسط غزة
قَتلت غارة جوية إسرائيلية 24 مدنيًا فلسطينيًا على الأقل، وأصابت عشرات آخرين، إثر قصف استهدف تجمعًا للمواطنين في شارع صلاح الدين، أحد الشرايين الرئيسة وسط قطاع غزة، بحسب ما أعلنت مصادر طبية محلية.
كشفت وزارة الصحة الفلسطينية في بيان لها، اليوم الثلاثاء، أن الغارة جاءت ضمن سلسلة ضربات مكثفة استهدفت، خلال الساعات الـ24 الماضية، مواقع لتوزيع المعونات، أسفرت عن استشهاد 39 شخصًا وإصابة 317 آخرين، معظمهم من النساء والأطفال.
وصعّدت إسرائيل هجماتها على مناطق توصف بأنها نقاط لتوزيع المساعدات الإنسانية، في وقت كان يتجمع فيه عدد كبير من السكان الفارين من المجاعة والحصار، بانتظار ما يُلقى من مساعدات غذائية أو طبية.
تفاقم إنساني خطِر
ارتفعت بذلك، حصيلة الضحايا الذين قضوا نتيجة استهداف مراكز توزيع الإغاثة منذ بدء الحرب إلى 467 شهيدًا، وأكثر من 3602 مصاب، في انتهاك صارخ لأدنى معايير القانون الدولي الإنساني.
استمرت الطواقم الطبية في نقل المصابين إلى المستشفيات المتهالكة، وسط تحذيرات من "كارثة طبية شاملة"، نظراً إلى الانهيار شبه التام لمنظومة الصحة في القطاع المحاصر، وعدم قدرة المستشفيات على استيعاب مزيد من الإصابات الحرجة.
أعلنت وزارة الصحة أن الحصيلة الإجمالية للضحايا منذ 7 أكتوبر الماضي بلغت 55,998 شهيدًا و131,559 جريحًا، مع الإشارة إلى وجود أعداد غير معلومة من الضحايا تحت الأنقاض، إضافة إلى الجثث المتناثرة في الطرقات، والتي تعذر انتشالها بسبب اشتداد القصف وانهيار فرق الإسعاف والدفاع المدني.
نكبة إنسانية غير مسبوقة
وصف شهود عيان المشهد في شارع صلاح الدين بـ"المجزرة المفتوحة"، مؤكدين أن الانفجار أدى إلى تطاير الأشلاء وسط نداءات استغاثة لم تلقَ أي تجاوب، في ظل غياب شبه تام لأي تدخل دولي جدي لوقف هذه الانتهاكات.
عبّرت منظمات إنسانية عن صدمتها إزاء تصاعد استهداف المدنيين في أماكن من المفترض أن تكون آمنة، خصوصاً مراكز توزيع المساعدات التي تُعد شريان الحياة الوحيد في القطاع بعد أن دمّرت الحرب المخازن والموانئ وشبكات الطرق.
أكّدت الأمم المتحدة، عبر بيانات سابقة، أن سكان قطاع غزة يعيشون "في ظروف كارثية"، بسبب المجاعة ونقص المياه النظيفة وغياب الرعاية الصحية، في ما وصفته منظمات الإغاثة بأنه "نكبة إنسانية لم يشهدها التاريخ المعاصر"، مشيرة إلى أن أكثر من 1.9 مليون فلسطيني نزحوا قسرًا داخل القطاع.
حرب إبادة مستمرة
تواصل إسرائيل حربها في قطاع غزة منذ 7 أكتوبر 2023، تحت غطاء دولي، وعلى رأسه الدعم الأميركي المطلق، ما أسفر عن مجازر بحق العائلات الفلسطينية، ودمار هائل في البنية التحتية، وتردٍ خطِر في الخدمات الأساسية.
صعّدت قوات الجيش الإسرائيلي استهدافها للأحياء السكنية، والمخيمات، والمدارس، ومرافق الصحة، وطرق الإمداد، في مخالفة واضحة للاتفاقيات الدولية، وعلى رأسها اتفاقيات جنيف الأربع التي تحظر استهداف المدنيين أو استخدام التجويع سلاحَ حرب.
وناشدت جهات حقوقية دولية كبرى، بينها "هيومن رايتس ووتش" و"العفو الدولية"، بإجراء تحقيقات فورية في "جرائم محتملة ضد الإنسانية" ترتكبها إسرائيل بحق سكان قطاع غزة، في حين لم يصدر حتى الآن أي قرار دولي ملزم بوقف إطلاق النار.