قطر تتوعد برد دبلوماسي وقانوني بعد هجوم إيراني على قاعدة أمريكية
قطر تتوعد برد دبلوماسي وقانوني بعد هجوم إيراني على قاعدة أمريكية
أعلن رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، أن بلاده ستتخذ إجراءات دبلوماسية وقانونية شاملة رداً على الهجوم الإيراني الذي استهدف قاعدة أمريكية داخل الأراضي القطرية، معتبرًا الحادث انتهاكًا صارخًا لسيادة دولة قطر.
وقال الشيخ محمد بن عبد الرحمن، خلال مؤتمر صحفي عقده في الدوحة، اليوم الثلاثاء، إن بلاده ترى فيما جرى "أمرًا غير مقبول على الإطلاق"، مؤكداً أن الحكومة القطرية بصدد "اتخاذ كافة الإجراءات التي يكفلها القانون الدولي لحماية سيادتها وأمنها"، وفق وكالة "فرانس برس".
وأضاف المسؤول القطري: "نرجو أن يتم احتواء الموضوع بأسرع وقت ممكن، وأن نطوي هذا الفصل، حفاظًا على استقرار المنطقة".
هجوم على قاعدة "العديد"
وجاءت التصريحات القطرية عقب تقارير أمريكية وإيرانية أكدت أن طائرة مسيّرة إيرانية استهدفت قاعدة "العديد" الجوية غرب العاصمة القطرية الدوحة، والتي تُعد أكبر قاعدة جوية أمريكية في الشرق الأوسط وتضم نحو 10 آلاف جندي أمريكي.
ويُعد هذا الهجوم أول استهداف مباشر للأراضي القطرية ضمن التصعيد العسكري الواسع الذي اندلع بين إيران والولايات المتحدة وإسرائيل منذ منتصف يونيو الجاري، في أعقاب الضربات الإسرائيلية المكثفة ضد مواقع عسكرية ونووية داخل إيران، وما تبعها من ردود فعل إيرانية متسارعة.
ولم تُعلن إيران رسميًا مسؤوليتها عن الهجوم، لكن مصادر أمريكية لمّحت إلى أن الضربة كانت جزءًا من "رد تكتيكي إيراني" استهدف القواعد الأمريكية في الخليج، لا سيما بعد إعلان واشنطن دعمها المفتوح لإسرائيل في حربها مع طهران.
قلق خليجي ورسائل للتهدئة
أثار الهجوم قلقًا واسعًا في الأوساط الخليجية، ولا سيما أن قطر طالما لعبت دور الوسيط الإقليمي الحريص على الحياد والنأي بالنفس عن الصراعات العسكرية.
وترتبط الدوحة بعلاقات دبلوماسية متوازنة مع واشنطن وطهران على حد سواء، وكانت في السنوات الأخيرة منصة للحوار بين الجانبين.
ودعت قطر مرارًا إلى خفض التصعيد في الخليج، خاصة في ظل حساسية الموقع الجغرافي وكثافة المنشآت العسكرية الأجنبية على أراضيها، أبرزها القيادة المركزية الأمريكية (CENTCOM) في قاعدة العديد، التي تستخدمها واشنطن لعملياتها في العراق وسوريا وأفغانستان.
وقال مراقبون إن رد الفعل القطري الحازم يشير إلى عدم تهاون الدولة الخليجية مع أي مساس بأمنها الإقليمي، حتى وإن كانت على علاقة دبلوماسية مع إيران.
حرب إقليمية متعددة الجبهات
بدأت سلسلة التصعيدات العسكرية بين إسرائيل وإيران في 13 يونيو الجاري، عندما شنت إسرائيل هجمات جوية مكثفة استهدفت منشآت نووية ومقار للحرس الثوري الإيراني، وردّت طهران بقصف صاروخي وطائرات مسيّرة طالت قواعد أمريكية وإسرائيلية في المنطقة.
وأسفرت هذه العمليات عن مئات القتلى والجرحى في إيران، وأثارت مخاوف من اتساع رقعة الحرب لتشمل دولًا أخرى، كما حصل الآن مع قطر.
ولا تزال الجهود الدولية لاحتواء التصعيد قائمة، حيث هناك اتصالات بين الدول الأوروبية والخليجية والولايات المتحدة لمحاولة إعادة الأطراف إلى طاولة التهدئة.