مستوطنون إسرائيليون يُضرمون النار في منزل فلسطيني جنوب الخليل
مستوطنون إسرائيليون يُضرمون النار في منزل فلسطيني جنوب الخليل
أقدم مستوطنون إسرائيليون متطرفون، فجر الأربعاء، على إحراق منزل فلسطيني في قرية سوسيا الواقعة ضمن منطقة مسافر يطا جنوب مدينة الخليل، في اعتداء جديد يسلط الضوء على تصاعد العنف الاستيطاني في المناطق المصنفة "ج" بالضفة الغربية.
وقال المواطن الفلسطيني ناصر شريتح، مالك المنزل، وفقًا لوكالة أنباء الأناضول، إن مجموعة من المستوطنين هاجمت منزله قرابة الساعة الواحدة فجراً بالتوقيت المحلي، وأضرموا النار فيه، ما أدى إلى احتراقه بالكامل، بما فيه من أثاث ومقتنيات.
وأكد شريتح أن النيران أتت على المنزل الذي تبلغ مساحته نحو 40 متراً مربعاً، والمكون من غرفة ومطبخ وحمام، ومشيد من الطوب ومغطى بألواح الصفيح، مشيراً إلى أن الحادث كاد أن يودي بحياته وحياة زوجته وأطفاله السبعة لولا تدخل العناية الإلهية.
وأضاف: "رأيت مجموعة من المستوطنين يفرون من محيط المنزل في حين كنت أحاول إخماد الحريق.. الاحتلال يريد طردنا من أرضنا لأجل المستوطنات، لكننا باقون".
سوسيا: قرية محاصرة بالمستوطنات
تقع قرية سوسيا الفلسطينية بمحاذاة مستوطنة إسرائيلية تحمل الاسم ذاته، أقيمت عام 1983 على أراضي الفلسطينيين، ويُمنع سكان القرية، البالغ عددهم نحو 250 شخصاً، من البناء أو التوسع السكني، إذ تعتبر أراضيها جزءاً من المنطقة "ج"، الخاضعة لسيطرة إسرائيلية كاملة وفق اتفاقية أوسلو.
ويعيش السكان في مساكن بدائية من الصفيح أو كهوف محفورة في الجبال، أغلبها مهدد بالهدم، بما في ذلك المدرسة المحلية التي تتكون من غرف متنقلة.
العنف الاستيطاني تحت رعاية الدولة
من جانبه، قال نصر نواجعة، الناشط في مقاومة الاستيطان، إن الاعتداء جزء من حملة أوسع لتفريغ المناطق الفلسطينية، لا سيما في جنوب الضفة، من سكانها، وأوضح أن "الخطورة الآن أن العنف لم يعد يقتصر على الشوارع أو المزارع، بل وصل إلى داخل البيوت، وسط غياب أي شعور بالأمان لدى العائلات الفلسطينية".
وأشار إلى أن هجمات المستوطنين لم تعد فردية أو عشوائية، بل "تجري برعاية واضحة من المؤسسة الأمنية والسياسية الإسرائيلية، ضمن تبادل وظيفي لتوسيع السيطرة على الأرض".
أرقام ومؤشرات
بحسب تقرير صادر عن هيئة مقاومة الجدار والاستيطان، التابعة لمنظمة التحرير الفلسطينية، فقد قتل المستوطنون 23 فلسطينياً منذ 7 أكتوبر 2023، فيما رُصد خلال شهر مايو وحده تنفيذ 415 اعتداءً ضد الفلسطينيين وممتلكاتهم، تنوعت بين هجمات مسلحة، وتخريب للمنازل، واقتلاع للأشجار، وتجريف للأراضي.
وتشير المعطيات الفلسطينية إلى أن الضفة الغربية، بالتوازي مع الحرب في غزة، تشهد تصعيداً كبيراً من قبل الجيش الإسرائيلي والمستوطنين، ما أدى إلى استشهاد 982 فلسطينياً على الأقل وإصابة ما لا يقل عن 7 آلاف آخرين منذ أكتوبر الماضي.
ويطالب ناشطون ومؤسسات حقوقية فلسطينية المجتمع الدولي باتخاذ خطوات ملموسة لحماية السكان الفلسطينيين، ووقف ما وصفوه بـ"سياسات التطهير العرقي البطيء" التي تُنفذ في المناطق المصنفة "ج"، التي تشكل نحو 60% من مساحة الضفة الغربية.