العراق يوقف محللاً سياسياً بعد اتهامات بـ"التحريض والإساءة للأمن القومي"
العراق يوقف محللاً سياسياً بعد اتهامات بـ"التحريض والإساءة للأمن القومي"
أعلنت وزارة الدفاع العراقية، الأربعاء، توقيف المحلل السياسي عباس فلاح العرداوي بعد نشره تدوينة وصفتها بـ"التحريضية"، حيث زعم فيها أن رادارات تابعة لمعسكر عراقي قدّمت خدمات لإسرائيل خلال ضرباتها الأخيرة ضد إيران.
اتّهامات بـ"الإساءة والتشهير"
وأوضحت الوزارة في بيان رسمي أن "العرداوي أساء وتعمّد التشهير بالمؤسسة الأمنية الوطنية، في منشور ألحق ضرراً مباشراً بالأمن القومي في العراق"، مضيفة أنه "تم تنفيذ مذكرة قبض قضائية بحقه صباح اليوم" وفق فرانس برس.
وأكدت الوزارة تمسّكها بـ"حرية التعبير في العراق باعتبارها حقاً دستورياً"، لكنها شددت على أن هذه الحرية "يجب أن تقف عند حدود المصالح العليا للدولة وأمنها القومي".
منشور مثير للجدل حُذف لاحقًا
كتب العرداوي، المعروف بقربه من الفصائل المسلحة الموالية لإيران في العراق، منشورًا على منصة "إكس" اتهم فيه أحد رادارات معسكر التاجي شمال بغداد بأنه "قدّم خدماته للعدوان الإسرائيلي على إيران"، في إشارة إلى هجمات غير مسبوقة شنتها تل أبيب منذ 13 يونيو.
وسرعان ما حذف العرداوي المنشور، غير أن لقطات شاشة تم تداولها على نطاق واسع في مواقع التواصل الاجتماعي داخل العراق، وفي منشور لاحق، قال العرداوي: "لا أحد يستطيع أن يشكك في موقفي الداعم لقوات الأمن العراقية"، مؤكداً أن ما نشره "كان نقلاً عن منصات تلغرام".
استهدفت قواعد عراقية بطائرات مسيّرة
فتحت السلطات العراقية، الثلاثاء، تحقيقاً في هجمات ليلية بطائرات مسيّرة استهدفت قواعد عسكرية في مناطق متفرقة، وأسفرت عن تدمير أنظمة رادار في قاعدتين على الأقل، من بينهما قاعدة التاجي.
ولم تتبنَّ أي جهة الهجمات، كما لم تُحدد بغداد أو مسؤولو الأمن هوية الجهة المنفذة.
نفى مصدر مقرب من الفصائل المسلحة الموالية لإيران وفقا لوكالة فرانس برس أي علاقة لها بتلك الهجمات، في المقابل، وجهت هذه الفصائل اتهامات للقوات الأمريكية ضمن التحالف الدولي بالسماح للطائرات الإسرائيلية باختراق الأجواء العراقية لتنفيذ ضربات ضد إيران.
وسبق للحكومة العراقية أن دعت واشنطن بشكل رسمي إلى منع إسرائيل من استخدام الأجواء العراقية في عمليّاتها العسكرية.
شهدت الأيام الماضية تصعيداً عسكرياً واسعاً بين إسرائيل وإيران استمر لأكثر من 12 يوماً، وامتد أثره إلى أراضي العراق الذي وجد نفسه في موقع حساس وسط التوترات الإقليمية.
ويُعد عباس العرداوي من المحللين المعروفين بولائهم لتحالف "الإطار التنسيقي" القريب من طهران، وغالباً ما يظهر في وسائل الإعلام العراقية للدفاع عن مواقف الفصائل المسلحة.
ويعيد توقيفه الجدل حول حدود حرية التعبير في العراق، خصوصاً حين تمس القضايا الأمنية الحساسة، وسط تحذيرات من خلط التحليل السياسي بالمعلومات غير المؤكدة في مناخ مشحون إقليمياً.