"أوتشا" تحذر من تفشٍ واسع للكوليرا في السودان وتطالب بتمويل عاجل
"أوتشا" تحذر من تفشٍ واسع للكوليرا في السودان وتطالب بتمويل عاجل
أطلق مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) تحذيرًا من تصاعد خطر تفشي وباء الكوليرا مجددًا في السودان، مع اقتراب موسم الأمطار وتزايد الهشاشة الصحية، داعيًا إلى توفير تمويل مرن وسريع لاحتواء الأزمة قبل خروجها عن السيطرة.
وأكّد المكتب الأممي، في بيان رسمي صدر اليوم الأربعاء، أنه يعمل بالتنسيق مع شركاء الأمم المتحدة في قطاعات الصحة والمياه والصرف الصحي والنظافة العامة على توسيع نطاق الاستجابة الطارئة لمكافحة انتشار الكوليرا في عدد من الولايات السودانية.
وأوضح أوتشا أن أكثر من 3 ملايين جرعة من اللقاح الفموي المضاد للكوليرا قد وصلت بالفعل إلى ولايتي الخرطوم وشمال كردفان، حيث بدأت حملات التطعيم الفعليّة، بينما من المتوقع وصول 3 ملايين جرعة إضافية خلال الأسابيع المقبلة.
وشهد السودان منذ أواخر العام الماضي تزايدًا في معدلات الإصابة بالكوليرا، خصوصًا في المناطق التي تعرضت بنيتها التحتية للتدمير بسبب الصراع المسلح المستمر بين الجيش وقوات الدعم السريع.
خدمات طارئة لـ2.3 مليون شخص
وبيّن المكتب أن منظمات الإغاثة الدولية تمكنت، رغم التحديات، من تقديم خدمات المياه والصرف الصحي الطارئة لنحو 2.3 مليون شخص في مختلف المناطق المتضررة، في حين شملت حملات التوعية وتعزيز ممارسات النظافة الشخصية نحو 1.3 مليون شخص آخر.
لكن أوتشا أشار بوضوح إلى أن الإمدادات المخزنة مسبقًا شارفت على النفاد، وذلك بسبب بداية مبكرة وغير متوقعة لتفشي المرض، بالإضافة إلى تعطل البنية التحتية الحيوية، ونقص مصادر الطاقة والمياه، والهجمات المتكررة التي طالت منشآت خدمية وطبية.
وشددت الأمم المتحدة على أن الخطر الأكبر يلوح في الأفق مع اقتراب شهري يوليو وأغسطس، وهو موعد بداية موسم الأمطار السنوي في السودان، الذي عادة ما يرتبط بارتفاع معدلات الإصابة بالكوليرا نتيجة الفيضانات وتلوث مصادر المياه.
وأوضح التقرير أن غياب التمويل الكافي، إلى جانب القيود الأمنية وصعوبة الوصول الإنساني، قد يؤدي إلى تفشي واسع النطاق للمرض في البلاد، بما يشكل تهديدًا مباشرًا لحياة الملايين، وخاصة في المناطق التي تُعاني من انعدام الخدمات الصحية الأساسية.
نداء عاجل للمانحين
وجدد مكتب أوتشا دعوته للدول المانحة والمجتمع الدولي لتوفير تمويل مرن وسريع لدعم جهود الاستجابة والتوسع فيها، محذرًا من أن التأخر في تأمين الموارد قد يؤدي إلى كارثة صحية يصعب احتواؤها لاحقًا.
وأكد المكتب أن تأمين الدعم المالي لا يقتصر على تمويل اللقاحات فقط، بل يشمل أيضًا دعم أنظمة الرصد الوبائي، وشبكات الإمداد الطبي، وتوفير مياه الشرب الآمنة، وتحسين خدمات الصرف الصحي في المجتمعات الأكثر تضررًا.
وتشهد مناطق واسعة من السودان أزمة صحية متفاقمة منذ اندلاع الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في أبريل 2023، حيث انهار النظام الصحي في معظم الولايات، وتوقفت برامج التطعيم المنتظمة، بينما نزح أكثر من 10 ملايين شخص داخليًا وخارجيًا، ما تسبب في تدهور بيئي وصحي بالغ الخطورة.
وتنتقل الكوليرا بشكل أساسي عبر تناول مياه أو أطعمة ملوثة، وتُعد من الأمراض القاتلة إذا لم يتم علاجها بسرعة، خاصة في البيئات المكتظة بالنازحين والتي تفتقر إلى البنية التحتية الأساسية.