"الأونروا": كبار السن في غزة يواجهون الموت في ظل غياب الحماية

"الأونروا": كبار السن في غزة يواجهون الموت في ظل غياب الحماية
الأونروا في فلسطين - أرشيف

شددت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، اليوم الاثنين، على أن انهيار الرعاية الصحية في قطاع غزة يهدد حياة الجميع، وبخاصة كبار السن، محذرة من تصاعد معدلات الوفاة بين الفئات الأضعف في المجتمع نتيجة تدهور الخدمات الطبية، ونقص الأدوية، واستمرار الحصار.

وأكدت الوكالة في بيان رسمي، أن الكارثة الإنسانية في غزة وصلت إلى مستويات غير مسبوقة، وأن "كل ساعة تأخير في إدخال المساعدات الطبية والغذائية تعني مزيدًا من الأرواح التي تُزهق بصمت، داخل المستشفيات المدمّرة والملاجئ المكتظة".

وأدانت الأونروا بشدة آلية توزيع المساعدات التي تشرف عليها الولايات المتحدة وإسرائيل، ووصفتها بأنها "تحوّلت إلى ساحة للقتل الجماعي"، مشيرة إلى أن أكثر من 400 فلسطيني لقوا حتفهم جوعًا منذ بدء العمل بهذه الآلية قبل شهر واحد فقط، في حين لم تُسجّل أي حماية فعلية للمدنيين أثناء تسلّمهم للمساعدات.

وطالبت الوكالة بضرورة العودة إلى نظام توزيع المساعدات عبر الأمم المتحدة، والذي أثبت سابقًا قدرته على إيصال الغذاء والدواء إلى المحتاجين بقدر أعلى من الحماية والحياد. وشددت على أن استمرار استخدام الآلية الحالية "يُكرّس سياسة التجويع الجماعي، ويضاعف من الأزمة الصحية".

دعوة لوقف إطلاق النار

ناشدت الأونروا المجتمع الدولي التحرك العاجل من أجل فرض وقف فوري لإطلاق النار في غزة، ورفع الحصار المفروض على القطاع منذ أكثر من 17 عامًا، مؤكدة أن هذا هو السبيل الوحيد لاستعادة تدفق منتظم للإمدادات المنقذة للحياة، وللسماح بإعادة بناء النظام الصحي المنهار.

وأكدت الوكالة أن كبار السن ومرضى الأمراض المزمنة، مثل القلب والسكري، "يموتون بصمت في منازلهم"، لعدم قدرتهم على الوصول إلى المستشفيات أو الحصول على العلاج، وسط غياب أي ممرات آمنة للرعاية الطبية، واستهداف مستمر للمرافق الصحية.

وتعيش غزة منذ بدء الحرب في أكتوبر 2023 واحدة من أسوأ الأزمات الصحية في تاريخها الحديث، حيث خرج أكثر من 70% من المراكز الطبية عن الخدمة، وتوقفت المستشفيات عن تقديم العلاج بسبب القصف أو انقطاع الكهرباء والوقود، بحسب تقارير منظمة الصحة العالمية.

فشل آليات توزيع المساعدات

وكانت الأمم المتحدة قد أعلنت مرارًا عن فشل الآليات البديلة لتوزيع المساعدات، والتي تديرها إسرائيل والولايات المتحدة، بسبب تكرار حالات القتل خلال التوزيع، وسرقة الشحنات، ومنع الفرق الإغاثية من الوصول إلى الأماكن المستهدفة، وهو ما جعل مئات الآلاف يعيشون في حالة مجاعة فعلية.

وتؤكد الأونروا أن العودة إلى دورها التاريخي كجهة إنسانية محايدة في إدارة توزيع المساعدات، خطوة أساسية لتفادي الانهيار التام في قطاع غزة، مشيرة إلى أن "كل تأخير في العودة لهذا المسار هو إمعان في تعذيب السكان جماعيًا".



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية