"الأغذية العالمي" يحذر من وقف المساعدات لـ4 دول تستضيف ملايين اللاجئين السودانيين
"الأغذية العالمي" يحذر من وقف المساعدات لـ4 دول تستضيف ملايين اللاجئين السودانيين
حذر برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، اليوم الاثنين، من أنه قد يُضطر إلى تعليق المساعدات الغذائية للاجئين السودانيين في أربع دول (إفريقيا الوسطى ومصر وإثيوبيا وليبيا) خلال الأشهر المقبلة بسبب نقص التمويل الحاد، ما يعرّض ملايين الأشخاص لخطر الجوع وسوء التغذية، خاصة الأطفال.
وقال البرنامج في بيان إن 4.1 مليون سوداني فرّوا من الحرب في السودان منذ اندلاعها في 15 أبريل 2023 إلى دول الجوار، بينهم 1.5 مليون إلى مصر، و863 ألفًا إلى تشاد، و303 آلاف إلى ليبيا، و371 ألفًا إلى جنوب السودان، فيما لجأ الباقون إلى إثيوبيا وإفريقيا الوسطى وأوغندا.
تقليص متسارع للدعم
في مصر، خفّض برنامج الأغذية عدد المستفيدين من المساعدات النقدية تدريجيًا من 235 ألفًا في أبريل إلى 150 ألفًا فقط في يونيو، إلى جانب تقليص كمية الغذاء المقدمة بنسبة ثلث الحصة الشهرية.
وحذر البيان من أن المساعدات ستتوقف كليًا عن أشد الفئات ضعفًا بحلول أغسطس المقبل إذا لم يتم تلقي تمويل إضافي.
وفي إثيوبيا، يدعم البرنامج 80 ألف لاجئ سوداني في إقليمي أمهرة وبني شنقول ـ قمز، لكن فقط نصف هؤلاء يتلقون الحصص الغذائية الكاملة، أما في ليبيا، حيث تستقر أعداد متزايدة من اللاجئين، فإن البرنامج يقدّم مساعدات شهرية لـ 50 ألف لاجئ فقط من أصل 313 ألفًا.
تشاد وأوغندا تحت ضغط هائل
تشهد الحدود مع تشاد تدفقًا مستمرًا للاجئين السودانيين، بمعدل ألف شخص يوميًا، معظمهم من شمال دارفور، حيث تواصلت هجمات قوات الدعم السريع، بما في ذلك على مخيم زمزم قرب الفاشر، ما تسبب في نزوح 400 ألف شخص على الأقل.
وفي أوغندا، قال البرنامج إن اللاجئين يعيشون على أقل من 500 سعرة حرارية يوميًا، وهو أقل من ربع الحاجات اليومية، مما يهدد بحدوث كارثة تغذوية.
الأطفال في خطر
كشف البرنامج أن نسب سوء التغذية الحاد بين الأطفال تجاوزت حدود الطوارئ في أوغندا وجنوب السودان، مشيرًا إلى أن كثيرًا منهم يصلون إلى حدود الدول وهم في حالة صحية حرجة بالفعل.
وأوضح أن الاستجابة الفعالة للأزمة تتطلب 200 مليون دولار لتغطية احتياجات اللاجئين في دول الجوار خلال الأشهر الستة المقبلة، إلى جانب 575 مليون دولار أخرى لمواصلة عملياته داخل السودان.
دعوة أممية عاجلة
قال شون هيوز، منسق الطوارئ الإقليمي لأزمة السودان في برنامج الأغذية العالمي:"ملايين اللاجئين السودانيين يعتمدون كليًا على الدعم الإنساني. إذا لم نحصل على تمويل عاجل، ستزداد معاناتهم بشكل كارثي".
وأضاف:"هؤلاء اللاجئون فروا من الموت، ليواجهوا الجوع واليأس وقلة الموارد على الجانب الآخر من الحدود، المساعدات الغذائية تمثل شريان حياة لهم، لكن المطلوب أيضًا تحرك سياسي ودبلوماسي ينهي الحرب، لأن الدعم الإنساني وحده لا يكفي".
اندلع النزاع بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في 15 أبريل 2023، وأدى إلى انهيار مؤسسات الدولة، ووقوع آلاف القتلى وملايين النازحين، وسط تقارير حقوقية متكررة عن انتهاكات جسيمة ضد المدنيين.
يتوقع أن تزداد الضغوط على الحكومة السودانية والمنظمات الإنسانية خلال الفترة المقبلة، في ظل غياب أي حلول سياسية واضحة تلوح في الأفق لإنهاء الصراع المسلح الذي دخل عامه الثالث.