"إيران إنترناشيونال: اعتقال طالبي لجوء إيرانيين في لوس أنجلوس

"إيران إنترناشيونال: اعتقال طالبي لجوء إيرانيين في لوس أنجلوس
عناصر من الشرطة الأمريكية - أرشيف

أثار اعتقال عدد من طالبي اللجوء الإيرانيين في مدينة لوس أنجلوس حالة من الهلع والقلق في أوساط الجالية الإيرانية، بعد أيام قليلة من الهجمات الأمريكية على منشآت نووية داخل إيران، وجاءت هذه التطورات في ظل تصاعد التوتر السياسي بين البلدين، ووسط مخاوف من استهداف الجاليات المهاجرة على خلفية التصعيد الجيوسياسي.

وأعلنت وزارة الأمن الداخلي الأمريكية أنها أوقفت مواطنَين إيرانيين في لوس أنجلوس لأسباب قالت إنها تتعلق بـ"الأمن القومي"، مشيرة إلى أنهما نُقلا إلى مركز احتجاز خاص بالمهاجرين، بحسب ما ذكر موقع "إيران إنترناشيونال"، اليوم الاثنين. 

وجاءت هذه الاعتقالات كجزء من حملة أوسع شملت أيضًا 11 مهاجرًا إيرانيًا آخرين خلال عطلة نهاية الأسبوع، كانوا داخل الولايات المتحدة بطريقة غير قانونية، بحسب بيان الوزارة.

صدمة للقادة الدينيين

حذّر القس آرا توروسيان، راعي كنيسة ناطقة بالفارسية في لوس أنجلوس، من أن الجالية تعيش تحت وطأة الخوف بعد اعتقال عائلتين إيرانيتين من طالبي اللجوء خلال يومين متتاليين. 

وأوضح أن إحدى العائلات كانت في موعد روتيني مع دائرة الهجرة حين تم توقيفهم، فيما داهمت قوات فيدرالية منزل عائلة أخرى صباح اليوم التالي.

روى توروسيان تفاصيل الاعتقال قائلاً: "كان عدد كبير من العناصر المسلحة في المكان. رأيت امرأة تنهار وتنهار معها إنسانيتنا، حين سقطت أرضًا وهي تصرخ من الهلع". 

ووثق القس تلك اللحظات في مقطع فيديو ظهر فيه وهو يصرخ مطالبًا باتصال طارئ بخدمات الإسعاف، قائلاً: "إنها ليست بخير، اتصلوا بـ911!".

وأكدت وزارة الأمن الداخلي في وقت لاحق أن المرأة تم نقلها إلى المستشفى، قبل أن يتم تسريحها، فيما لا يزال الزوجان رهن الاحتجاز، تحت إشراف مصلحة الهجرة والجمارك الأمريكية.

الهجرة تحت مجهر الانتقاد 

صعّد الحكم الصادر عن المحكمة العليا الأمريكية يوم 23 يونيو الجاري من حدة التوتر، بعد أن منح الحكومة الفيدرالية الضوء الأخضر لترحيل المهاجرين وطالبي اللجوء إلى دول ثالثة، حتى في حال وجود خطر على حياتهم فيها. 

ويُعتبر الحكم انتصارًا لإدارة الرئيس دونالد ترامب، التي أعادت تفعيل سياسة ترحيل اللاجئين دون منحهم فرصًا كافية للدفاع عن أنفسهم أمام القضاء.

وأثار الحكم القانوني موجة من الانتقادات من قبل منظمات حقوق الإنسان، التي حذّرت من أن اللاجئين الإيرانيين وغيرهم قد يُرحّلون إلى دول ليست بلدهم الأصلي، لكن لا توفر لهم الحماية اللازمة، ما قد يعرضهم لانتهاكات جديدة.

واتهم القس توروسيان الإدارة الحالية بتقويض روح القانون الأمريكي، قائلاً: "عندما رأيت امرأة تُطرح أرضًا، سألت نفسي: هل هذا لوس أنجلوس أم طهران؟ ما شاهدته كان مشهداً مأساوياً جعلني أبكي".

طالبو اللجوء الإيرانيون

أوضح القس توروسيان أن العائلتين المعتقلتين دخلتا الأراضي الأمريكية مؤخرًا عبر الحدود المكسيكية، باستخدام نظام الحجز الإلكتروني المعروف باسم "CBP-One"، الذي أُطلق في عهد الرئيس السابق جو بايدن لتنظيم الهجرة الشرعية من الحدود، إلا أن هذا النظام تم تعليقه لاحقًا مع بدء عهد دونالد ترامب، الذي انتهج سياسة أكثر تشددًا تجاه الهجرة، خاصة تلك القادمة من دول تصنفها واشنطن على أنها "عالية المخاطر".

وعبّر توروسيان، وهو مواطن أمريكي، عن حزنه العميق قائلًا: "لم أكن أتخيل يومًا أن أطلب من أعضاء كنيستي ألا يأتوا للصلاة خوفًا من الاعتقال. لكن هذا أصبح واقعنا الآن". وتابع: "أشاهد أشخاصًا خرجوا من بلدهم فرارًا من القمع ليُفاجَأوا بصورة مختلفة للقمع هنا".

دعوات حقوقية لوقف الترحيل

أطلقت عدة منظمات مدنية وحقوقية دعوات عاجلة إلى إدارة الهجرة الأمريكية لوقف الاعتقالات التعسفية، والتحقيق في ملابسات المداهمات التي استهدفت طالبي لجوء فرّوا من القمع في بلادهم.

وناشدت منظمات، مثل هيومن رايتس ووتش، بضرورة مراعاة البُعد الإنساني لقضايا المهاجرين، لا سيما من دول تشهد أزمات سياسية وأمنية متصاعدة مثل إيران.

يشعر أعضاء الجالية الإيرانية في لوس أنجلوس، التي تضم واحدة من أكبر الجاليات الفارسية في الخارج، بأنهم يعيشون تحت التهديد، خاصة بعد الربط الإعلامي بين تصاعد التوتر العسكري مع إيران، وزيادة الاعتقالات في الداخل الأمريكي.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية