تقرير حقوقي: تصاعد الانتهاكات ضد النساء في جنوب كردستان

تقرير حقوقي: تصاعد الانتهاكات ضد النساء في جنوب كردستان
نساء في كردستان - أرشيف

كشف تقرير حقوقي، اليوم الثلاثاء، عن تصاعد مثير للقلق في وتيرة الانتهاكات والجرائم المرتكبة بحق النساء في جنوب كردستان خلال شهر يونيو الماضي، مشيرة إلى أن الشهر وحده شهد حالات متفرقة من القتل والانتحار والاعتقال التعسفي، عكست تردياً خطِراً في وضع النساء في الإقليم، وسط صمت رسمي وضعف التشريعات الرادعة.

ورصدت الإحصاءات التي أعدتها وكالة "روج نيوز"، بداية يونيو حادثة انتحار الطالبة سارا فريدون، وهي فتاة في الصف الثاني عشر الإعدادي، أقدمت على إنهاء حياتها في حي بنسلاوة بمحافظة هولير، في الثاني من يونيو، في ظل ظروف اجتماعية ونفسية لا تزال طي الكتمان.

وأعقب هذا الحادث المؤلم، بتاريخ 16 يونيو، جريمة قتل مروعة راحت ضحيتها امرأة تبلغ من العمر 26 عاماً، عُرفت بالحروف الأولى (ن.أ.ع)، بعد أن أطلق زوجها النار عليها في مركز إدارة زاخو، في جريمة تعكس تصاعد العنف الأسري وتراجع مستويات الحماية القانونية للنساء في الإقليم.

وفاة غامضة وملاحقات

شهد يوم 22 يونيو فاجعة أخرى، حيث توفيت الطالبة آشنا خسرو، وهي في الصف الحادي عشر، بعد احتراق جسدها بالكامل نتيجة سكب مادة قابلة للاشتعال عليها في إدارة سوران. 

ووفق تقرير "روج نيوز"، لا تزال ظروف الحادث غامضة، وسط غياب توضيحات رسمية، ما يثير الشكوك حول احتمال تعرضها لعنف منزلي أو جريمة مدبّرة.

واصلت الانتهاكات منحاها التصاعدي، إذ أقدمت قوات الأمن بمحافظة السليمانية، يوم 24 يونيو، على اعتقال أربع نساء ينتمين إلى الكادر التعليمي وناشطات في المجتمع المدني، هن: شهلا علي، منيرة عبد الله، نور فريقي، ودلسوز زنكنه، وذلك خلال مشاركتهن في مظاهرات سلمية للمعلمين والموظفين.

وأوضحت الوكالة أن الاعتقال تم دون أوامر قضائية، وباستخدام العنف، في إجراء وصفته منظمات حقوقية بأنه انتهاك مباشر للدستور والقوانين المحلية، وتقييد واضح لحرية التعبير والحق في التظاهر السلمي.

14 جريمة قتل في 5 أشهر

بيّنت الإحصاءات التي أوردتها "روج نيوز" أن الأشهر الخمسة الأولى من عام 2025 شهدت مقتل 14 امرأة، ووفاة 10 نساء في ظروف غامضة، إضافة إلى تعرض امرأتين لإصابات بليغة نتيجة أعمال عنف.

وأبرزت هذه المعطيات حجم الأزمة التي تواجهها النساء في جنوب كردستان، في ظل نظام اجتماعي تقليدي، ونقص في الحماية المؤسسية، وتباطؤ في سن تشريعات صارمة لمكافحة العنف القائم على النوع الاجتماعي.

وطالبت منظمات المجتمع المدني والمؤسسات النسوية، مراراً، بضرورة الإسراع في إقرار قوانين رادعة لحماية المرأة، وتوفير دعم نفسي واجتماعي للضحايا، إلى جانب إنشاء مراكز إيواء آمنة وممولة حكوميًا للنساء المعنّفات.

تدهور وضع النساء 

قوبلت هذه الجرائم والانتهاكات حتى الآن بصمت نسبي من السلطات المحلية، دون صدور بيانات واضحة من الجهات الأمنية أو القضائية حول التحقيقات الجارية أو التدابير المتخذة للحد من تكرار هذه الوقائع.

وأعربت جهات حقوقية عن خشيتها أن يؤدي هذا التراخي إلى مزيد من التدهور في وضع النساء، خصوصاً في المناطق التي تفتقر إلى تغطية إعلامية أو رقابة مجتمعية فعالة.

وتسلّط هذه الوقائع الضوء على واقع مأساوي تعيشه المرأة في جنوب كردستان، في وقت يُفترض أن تضمن فيه القوانين الكردية والدستور العراقي الحماية الكاملة من كافة أشكال العنف والتمييز.

 



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية