خطوة لتخفيف المعاناة الإنسانية.. الأمم المتحدة ترحب برفع العقوبات عن سوريا
خطوة لتخفيف المعاناة الإنسانية.. الأمم المتحدة ترحب برفع العقوبات عن سوريا
رحّب المتحدث باسم الأمم المتحدة، ستيفان دوغاريك، الثلاثاء، بقرار الولايات المتحدة رفع جزء كبير من العقوبات الاقتصادية المفروضة على سوريا، واصفًا الخطوة بأنها إيجابية وتُمهّد الطريق لتخفيف المعاناة عن الشعب السوري.
بدوره، أكد مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا، غير بيدرسون، أن الإجراء الأمريكي يُعدّ "خطوة مهمة نحو التعافي والاستقرار وبناء مستقبل أفضل"، مشددًا على ضرورة منح السوريين "فرصة حقيقية لإعادة بناء بلدهم بعيدًا عن القيود الاقتصادية والسياسية"، وفق موقع أخبار الأمم المتحدة.
انتقال سياسي شامل
أكّد دوغاريك خلال المؤتمر الصحفي اليومي أن الأمم المتحدة تواصل التأكيد على "أهمية ضمان الاستفادة الكاملة من جميع إجراءات تخفيف العقوبات، وتوفير الدعم المالي والموارد بالتوازي مع ذلك".
كما شدد على أن "الانتقال السياسي الشامل والشفاف، إلى جانب الأمن والحماية لجميع السوريين، يمثل حجر الزاوية لأي استقرار دائم في البلاد".
وفي الجانب الإنساني، أعلن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) أن منسق الشؤون الإنسانية في سوريا، آدم عبد المولى، أنهى مهمة ميدانية استمرت ثلاثة أيام في شمال غرب البلاد، شملت محافظتي حلب وإدلب.
وذكر المكتب أن الفريق الأممي التقى خلال الزيارة بالسلطات المحلية المؤقتة، واطّلع على أوضاع المجتمعات النازحة، بالإضافة إلى الأسر العائدة إلى مناطقها.
زار الفريق الأممي مركزًا صحيًا في مدينة معرة النعمان بإدلب، أعادت منظمة الصحة العالمية تأهيله بدعم من شركائها، ويقدم المركز خدمات الرعاية الصحية والتطعيمات والطوارئ ورعاية الأمومة لأكثر من 100,000 شخص في المنطقة.
قفزة في المساعدات
وفي السياق، أوضح "أوتشا" أن عمليات إيصال المساعدات الإنسانية من تركيا إلى سوريا شهدت زيادة كبيرة هذا العام، حيث عبرت أكثر من 1,400 شاحنة حتى يوم الاثنين الماضي، وهو ما يمثل خمسة أضعاف عدد الشاحنات التي دخلت خلال الفترة نفسها من عام 2024.
وأفاد المكتب بأن أكثر من 1.6 مليون شخص في سوريا استفادوا منذ بداية هذا العام من المساعدات الغذائية والرعاية الصحية والمأوى وغيرها من أشكال الدعم.
الذخائر المتفجرة تحصد الأرواح
وفي تحذير جديد، أكد مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية أن التلوث الناتج عن الذخائر غير المنفجرة ما زال يشكل تهديدًا مميتًا للسكان المدنيين في مختلف أنحاء سوريا. وكشف عن مقتل أكثر من 390 مدنيًا منذ بداية عام 2025، بينهم أكثر من 100 طفل، بالإضافة إلى إصابة أكثر من 500 شخص.
تعيش سوريا منذ عام 2011 نزاعًا معقدًا تداخلت فيه الأبعاد المحلية والإقليمية والدولية، وأدى إلى مقتل مئات الآلاف ونزوح أكثر من نصف السكان داخليًا وخارجيًا.
وتواجه البلاد اليوم تحديات ضخمة، من أبرزها العقوبات الاقتصادية، والانهيار الاقتصادي، ودمار البنية التحتية، إلى جانب خطر الذخائر غير المنفجرة، في وقت تكافح فيه الوكالات الأممية لإيصال المساعدات وسط مشهد سياسي وجغرافي منقسم.