مجزرتان بشمال نيجيريا.. مقتل 28 شخصاً في هجومين إرهابيين
مجزرتان بشمال نيجيريا.. مقتل 28 شخصاً في هجومين إرهابيين
قُتل ما لا يقل عن 28 شخصاً في هجومين منفصلين نفّذهما مسلّحون متطرفون في شمال نيجيريا، في مشهد يعكس استمرار تصاعد العنف المسلّح في البلاد، رغم حملات الجيش والجهود الإقليمية والدولية للقضاء على الجماعات المتطرفة.
وأعلن الكولونيل أولانيو أوسوبا، المتحدث باسم التحالف العسكري المتعدّد الجنسيات، لوكالة فرانس برس، اليوم الجمعة، أن 11 مدنياً قتلوا صباح الخميس في هجوم مباغت شنه عناصر من تنظيم "داعش في غرب إفريقيا" على مخيم للنازحين في بلدة مالام فاتوري الواقعة شمال شرق البلاد، على الحدود مع النيجر.
وأوضح أوسوبا أن "الإرهابيين هاجموا المخيم في الساعات الأولى من الصباح، ما أدى إلى مقتل 11 شخصاً"، مضيفاً أن المنطقة "أصبحت حالياً تحت السيطرة العسكرية".
إحراق المستشفى المحلي
ذكر شهود ومقاتلون محليون أن المسلحين قدموا على متن شاحنات صغيرة مزودة برشاشات ثقيلة، وقاموا بإحراق المستشفى المحلي وعدد من المباني الحكومية قبل أن ينسحبوا إلى جهة غير معروفة.
وأشار أبور مالوم، وهو أحد أفراد الميليشيات المدنية المساندة للجيش في مكافحة الإرهاب، إلى أن الهجوم استهدف مخيمات تضم آلاف النازحين الذين فرّوا من مناطق أخرى كانت تحت تهديد الجماعات المتطرفة، وهو ما زاد من فداحة الجريمة.
وفي حادث منفصل، وقع مساء الأربعاء، هاجم مسلحون من جماعة لاكوراوا المتطرفة قرية كوالاجيا في ولاية سوكوتو الواقعة شمال غرب نيجيريا، وأسفر الهجوم عن مقتل 17 شخصاً، معظمهم من المزارعين، حسب ما أفاد شهود ومصادر محلية.
فتح النار بشكل عشوائي
وقال محمد بيلو، أحد سكان القرية، إن الهجوم وقع بينما كان السكان يستعدون لأداء صلاة العصر، حيث "فتح المسلحون النار بشكل عشوائي على من كانوا في المزارع وفي أطراف البلدة".
وأشار بيلو، إلى أن الهجوم جاء انتقاماً من مقتل ثلاثة عناصر من الجماعة على أيدي ميليشيا محلية قبل أيام.
من جانبه، ذكر إمام مسجد القرية أن المهاجمين "أحرقوا عدداً من المنازل والأراضي الزراعية، وأعمدة الاتصالات، في محاولة لعزل القرية عن العالم الخارجي".
استمرار النزاع المسلح
وتُعد هذه الهجمات الأحدث في سلسلة من الاعتداءات المتكررة التي تشهدها نيجيريا، وخاصة في شمالها الشرقي والغربي، منذ بداية التمرد عام 2009 بقيادة جماعة بوكو حرام، والتي انقسمت لاحقاً إلى عدة فصائل من أبرزها تنظيم "داعش في غرب إفريقيا".
وتُظهر البيانات أن هذا النزاع المستمر منذ 16 عاماً قد أدى إلى مقتل أكثر من 40 ألف شخص، فيما اضطر نحو مليوني شخص إلى النزوح داخل نيجيريا أو إلى دول الجوار مثل النيجر وتشاد والكاميرون.
ورغم الدعم الإقليمي والدولي الذي تتلقاه نيجيريا من دول كبرى ومنظمات أمنية، فإن الانفلات الأمني في المناطق الحدودية، وسهولة تنقّل الجماعات المسلحة بين الدول، إضافة إلى هشاشة البنية التحتية وانعدام التنمية، ساهمت في تعقيد المشهد الأمني وزيادة وتيرة العنف.
دعوات للحماية والتحقيق
من جانبهم، دعا ناشطون حقوقيون ومنظمات إغاثة دولية إلى فتح تحقيق فوري في الهجمات الأخيرة، وتقديم الدعم العاجل للناجين والنازحين، خاصة في ظل تدهور الوضع الإنساني داخل المخيمات، وندرة الغذاء والمياه، وانعدام الرعاية الصحية الأساسية.
وطالبوا الحكومة النيجيرية والمجتمع الدولي بضرورة تعزيز التدابير الوقائية، وتكثيف جهود المصالحة المجتمعية والتنمية الريفية، باعتبارها أدوات رئيسية لقطع الطريق أمام تجنيد الشباب في صفوف الجماعات المسلحة.