عصابة مسلحة تهاجم مقر لجنة حقوق الإنسان الكينية عشية تظاهرات "سابا سابا"
عصابة مسلحة تهاجم مقر لجنة حقوق الإنسان الكينية عشية تظاهرات "سابا سابا"
تعرض مقر لجنة حقوق الإنسان الكينية في نيروبي، الأحد، لهجوم عنيف نفذته عصابة مسلحة خلال مؤتمر صحفي كان مخصصًا للدعوة إلى وقف الانتهاكات الأمنية التي تشهدها البلاد، وذلك عشية احتجاجات مرتقبة بمناسبة "يوم سابا سابا"، الذي يحيي ذكرى انطلاق الحركة المطالبة بالديمقراطية في كينيا عام 1990.
وأفادت وكالة فرانس برس بأن نحو 20 رجلًا، بعضهم يحمل العصي، اقتحموا المقر بالقوة رغم إغلاق بوابته الرئيسة، واعتدوا على المشاركين وسلبوا متعلقاتهم، متهمين المنظمين بـ"التخطيط للاحتجاجات".
دعوة إلى وقف الانتهاكات... تتحول إلى ساحة هجوم
وكانت اللجنة تستضيف مؤتمرًا مشتركًا مع منظمات مدنية بينها "التجمع النسائي الكيني"، لدعوة السلطات إلى "الوقف الفوري للاعتقالات التعسفية والإخفاء القسري والقتل خارج إطار القانون"، وهي انتهاكات اتُهمت بها أجهزة الأمن خلال الأسابيع الماضية، عقب موجة تظاهرات واسعة شهدتها البلاد.
وقالت "التجمع النسائي" على منصة إكس (تويتر سابقًا) إن "بلطجيين مسلحين هاجموا مكاتب لجنة حقوق الإنسان"، في حين لم تصدر السلطات الكينية حتى الآن بيانًا رسميًا بشأن الحادث.
عنف وقمع وركود اقتصادي
يأتي الهجوم في وقتٍ تشهد فيه كينيا احتجاجات متصاعدة ضد تردي الأوضاع الاقتصادية، وارتفاع مستويات الفساد، واستخدام الشرطة للعنف المفرط، في ظل حكم الرئيس ويليام روتو.
وكانت مظاهرات سابقة في 25 يونيو قد أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 19 شخصًا، مع تقارير عن نهب وتدمير آلاف المتاجر، فيما تُتهم الحكومة باستخدام مجموعات مسلحة مدنية لقمع المحتجين، وهي اتهامات لم يتم نفيها رسميًا.
في 17 يونيو، وثق صحفيون هجوم مئات من راكبي الدراجات النارية المسلحين بالسياط والهراوات على متظاهرين، في ظل ما بدا أنه تواطؤ أمني، أو على الأقل تغاضٍ من الشرطة، بحسب ما نقل شهود عيان ومراسلون ميدانيون.
"كينيا أكثر هشاشة"... والوعي الشعبي في تصاعد
ويحذر مراقبون من أن كينيا أصبحت أكثر هشاشة من أي وقت مضى، في ظل سكان حضريين شباب أكثر وعيًا، وأقل انصياعًا للولاءات العرقية التقليدية.
وقال ديكلان غالفين، المحلل السياسي لدى شركة Exigent Risk Advisory: "كينيا اليوم ليست كما كانت قبل 3 أو 4 سنوات... الناس أكثر اطلاعًا وأقل خوفًا من الدولة".
من جانبها، قالت الناشطة السياسية نيريما واكو: "كلما زاد القمع، زاد الغضب الشعبي.. العنف بات يغذي نفسه في دورة لا تتوقف".
وتقول غابرييل لينش، خبيرة الشؤون الإفريقية في جامعة وُريك البريطانية: "يبدو أن حكومة روتو تحاول إعادة إنتاج أساليب التسعينيات، لكنها تتجاهل أن الزمن تغيّر.. الناس أكثر وعيًا سياسيًا، ووسائل التواصل الاجتماعي كسرت حاجز الصمت والخوف".
يصادف يوم سابا سابا (7 يوليو) ذكرى الانتفاضة التي طالبت بالتعددية الحزبية عام 1990، بعد عقود من حكم الرئيس الأسبق دانيال أراب موي. والمفارقة أن الرئيس الحالي ويليام روتو بدأ مشواره السياسي منظماً شبابياً داعماً لموي في تلك الفترة، ما يعيد إلى الأذهان تاريخًا من القمع السياسي.