"القذيفة القاتلة".. نهاية مأساوية لـ5 أطفال تفجر قضية مخلفات الحرب في اليمن
"القذيفة القاتلة".. نهاية مأساوية لـ5 أطفال تفجر قضية مخلفات الحرب في اليمن
تمثل مخلفات الحرب في اليمن أزمة إنسانية تتجاوز حدود النزاع، فبينما انتهت المعارك في بعض المناطق، لا تزال الألغام والذخائر غير المنفجرة تشكل خطرًا صمتاً رهيباً يأكل حياة المدنيين وخاصة الأطفال.
وتشير التقارير إلى أن الحروب قد تنتهي، لكن معاناتهم لا تنتهي إلا عندما يتهيأ الأفق لوطن خالٍ من أي خطر متفجر، فالجهود الدولية المستمرة، حصراً، ستمنع قتلاً لا يتوقف.
وتجددت المأساة في محافظة تعز، حين لقي 5 أطفال مصرعهم إثر انفجار مقذوف من مخلفات الحرب أثناء اللعب أمام منازلهم، ما أعاد تسليط الضوء العالمي على التهديد القاتل الذي يمثّله الألغام والأجهزة غير المنفلقة (UXO) في اليمن، حيث يستمر النزاع منذ عام 2014.
ارتفاع عدد الضحايا
سجّلت منظمات حقوقية ووكالات إغاثة مثل "اليونيسف" و"أطباء بلا حدود"ارتفاعاً مفزعاً في حوادث انفجار مخلفات الحرب، لا سيما بين الأطفال.
وتشير تقارير "أنقذوا الأطفال" إلى أن طفلًا يُقتل أو يُصاب كل يومين تقريبًا بسبب ألغام أو ذخائر غير انفجرت، في أعلى معدل خلال السنوات الخمس الماضية، وفي تعز وحدها، تفجّرت عدة قذائف أتت على أطفال أثناء اللعب أو في حقل قريب من المناطق السكنية، ما يؤكد هشاشة الوضع الأمني المدني.
وزرعت ميليشيا الحوثي، ملايين الألغام والقذائف خلال الصراع، وهذه الذخائر، بما فيها ألغام مضادة للدروع والطائرات، لا تزال تشكل تهديداً طويل الأمد، حتى في مناطق تبدو آمنة.
وبحسب التقارير الحقوقية، فإن أكثر ضحايا الذخائر غير المنفجرة هم المدنيون، ويتزعّمهم الأطفال والمزارعون والبدو الرحّل، فعلى سبيل المثال، وثقت المنظمة زيادة ثمانية أضعاف في إصابات الأطفال بين 2018 و2022، بسبب الألغام، وفق وكالة "الأسوشيتد برس".
عواقب على الحياة اليومية
إضافة إلى الخسائر البشرية، تحوّلت أراضٍ زراعية إلى مناطق منكوبة، ما أدى إلى فقدان مصادر رزق، وتهديد الأمن الغذائي في بلد يرزح تحت حصار مزدوج، كما تؤثر الألغام بشكل كبير في تعطيل شبكة الطرق وتعقّد وصول الإغاثة.
تُعد المبادرة السعودية - اليمنية "مسام" من أبرز محاولات إزالة الألغام، إذ أزالت مئات الآلاف من الذخائر منذ 2018 ونشطت في 11 محافظة، بما في ذلك مديريات حيوية مثل تعز ومأرب.
كما أسهمت فرق التوعية بإبلاغ المدنيين وتسليم الأغراض المشبوهة، حيث قام أكثر من 8,000 شخص بتسليم ذخائر إلى فرق الإزالة في محافظات متعددة.
رغم هذه الجهود، تواجه العمليات تحديات ضخمة، منها: نقص التمويل، وغياب الخرائط الدقيقة للألغام، خصوصاً من قبل ميليشيا الحوثي، ما يحدّ من فعالية إزالة الأخطار.
توصيات إنسانية عاجلة
وتوصي المنظمات الحقوقية بضرورة توفير دعم مالي مستدام، وضرورة ضخ تمويل دولي سريع لبرامج إزالة الألغام وتوسيع نطاقها، وإلزام الأطراف المتنازعة خاصة ميليشيا الحوثي بإتاحة الخرائط الكاملة للألغام وفق الاتفاقيات الدولية مثل أوتاوا.
بالإضافة إلى تعزيز البرامج التثقيفية عبر المدارس والمراكز المجتمعية لرفع حصانة المدنيين، وتوفير علاج نفسي وجسدي للضحايا، وبناء مراكز تأهيل في المناطق الأكثر تضرراً.