أحمد جلالي.. أكاديمي سويدي مسجون في إيران منذ 8 سنوات ينتظر الإعدام

أحمد جلالي.. أكاديمي سويدي مسجون في إيران منذ 8 سنوات ينتظر الإعدام
مطالبات بالإفراج عن جلالي - أرشيف

لم يخطر ببال الدكتور أحمد رضا جلالي، الباحث السويدي- الإيراني في الطب وإدارة الكوارث، أن زيارة علمية إلى وطنه الأم عام 2016 ستتحول إلى كابوس دام لثماني سنوات، يعيش فيها بين جدران الزنازين المغلقة، ويواجه فيها حكمًا بالإعدام بتهمة لطالما أنكرها وهي التجسس. 

واليوم، بعد أكثر من ثمانية أعوام على اعتقاله، لا تزال عائلته تبحث عنه بين السطور الغامضة لبيانات رسمية، وجدرانٍ تتراكم خلفها القرارات السياسية، بحسب ما ذكرت شبكة "إيران إنترناشيونال"، اليوم الخميس.

في ربيع عام 2016، سافر جلالي إلى طهران تلبيةً لدعوة أكاديمية من جامعات بارزة، بهدف إلقاء محاضرات في مجاله الطبي، لكنّ الزيارة انقلبت فجأة على وقع اعتقال صامت، لم تُوجّه له التهم فورًا، ولم يُسمح له بالتواصل مع محامٍ في البداية. 

وبعد شهور من الاحتجاز، وُجّهت إليه تهمة التعاون مع "العدو"، في إشارة إلى إسرائيل، وهي تهمة وصفها مراقبون بأنها تُستخدم مرارًا في تصفية الحسابات السياسية.

صدور حكم الإعدام

في سبتمبر 2017، صدر بحقه حكم الإعدام من القاضي أبو القاسم صلواتي، المعروف بتاريخه في إصدار أحكام قاسية في محاكمات تفتقر إلى العدالة. 

تم تأكيد الحكم لاحقًا من المحكمة العليا، ومنذ ذلك الحين، يعيش جلالي في دوامة انتظار طويلة، معلّقًا بين الحياة والموت، في زنزانة معزولة لم تعرف ضوء الشمس إلا نادرًا.

وفي أحدث فصول المأساة، اختفى جلالي منذ أواخر يونيو الماضي بعد نقله من سجن إيفين سيئ السمعة إلى موقع مجهول. لم يتصل بعائلته، ولم تُقدم السلطات الإيرانية تفسيرًا شافيًا لمكانه أو وضعه الصحي. 

ووسط هذه العزلة، يزداد الخوف من تنفيذ حكم الإعدام بشكل مفاجئ، كما جرت العادة في حالات سابقة مشابهة، مما دفع زوجته، فيدا مهران نيا، لإطلاق تحذيرات علنية، مؤكدة أن "أي مكروه يصيبه سيكون فشلاً أخلاقيًا وسياسيًا للغرب بأسره".

انتظار مكالمة قد لا تأتي

تصف زوجته محنتهما اليومية وكأنها "سجن موازٍ" تقضيه هي وأطفالهما في السويد، حيث تنتظر مكالمة قد لا تأتي، ورسالة قد لا تُكتب. وتقول: "ليس فقط أنه محكوم بالإعدام، بل هو محكوم بالنسيان".

ورغم بيانات التنديد الصادرة عن وزيرة الخارجية السويدية والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة، فإن الملاحظ أن الملف بقي رهينة الحسابات الجيوسياسية، إذ لا تزال السويد تحاول التوفيق بين مطالباتها الإنسانية وحسابات العلاقات المتوترة مع إيران، خاصة في ظل تزايد الاعتقالات التعسفية لمواطنين أوروبيين من أصول إيرانية.

وبات القلق من ازدواجية الجنسية هاجسًا لكل إيراني في المهجر، فقد حذّرت الخارجية السويدية مجددًا هذا الأسبوع من مخاطر السفر إلى إيران، مشيرة إلى أن الوضع الأمني هناك "غير متوقع ويتغير بسرعة"، وأن قدرة السفارة على تقديم الدعم محدودة للغاية، لا سيما لمن يحملون جنسيتين.

رسالة استغاثة من السجن

ووسط كل هذا، يظل جلالي في موقع غامض، وكأن صوته قد انطفأ في عالم يتعامل مع المأساة بوصفها رقمًا في بيانات حقوقية. 

ففي رسالة سابقة من داخل زنزانته، خاطب الحكومة السويدية بغصة واضحة، قائلاً: "أنتم تتركونني للموت لأنني لا أحمل فقط جواز سفركم، بل أحمل جوازًا آخر يبدو أنه يُضعف قيمتي".



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية