وفاة 21 طفلاً في غزة نتيجة الجوع خلال الساعات الـ72 الماضية
وفاة 21 طفلاً في غزة نتيجة الجوع خلال الساعات الـ72 الماضية
دقّ مدير مجمع الشفاء الطبي في مدينة غزة، الطبيب المتخصص بالشؤون الصحية محمد أبو سلمية، ناقوس الخطر مجدداً، محذراً من انهيار إنساني غير مسبوق في قطاع غزة نتيجة تصاعد أزمة الجوع وسوء التغذية بين الأطفال.
وأكّد أبو سلمية، اليوم الثلاثاء، وفاة 21 طفلاً خلال الساعات الـ72 الماضية نتيجة الجوع الحاد، مشددا على أن "الوفيات وقعت في عدة مناطق من القطاع، وتم استقبال الحالات في مجمع الشفاء بغزة، ومستشفى شهداء الأقصى في دير البلح، ومجمع ناصر الطبي بخانيونس جنوب القطاع"، وفق وكالة "فرانس برس".
وصرّح أبو سلمية بأن المؤشرات الحالية تنذر بكارثة متفاقمة، قائلاً إن "غزة تقف على حافة مجاعة شاملة".
وأضاف أن أكثر من 900 ألف طفل يعانون من الجوع، منهم ما لا يقل عن 70 ألفاً دخلوا مرحلة الخطر نتيجة سوء التغذية الحاد، ما قد يتسبب في زيادة الوفيات خلال الأيام المقبلة إذا لم يتدخل المجتمع الدولي بشكل عاجل.
ورأى أن هذا الوضع "نتيجة مباشرة لسياسة التجويع الممنهجة التي يتعرض لها سكان القطاع، في ظل الحصار المشدد واستهداف المرافق الصحية وتعطيل وصول المساعدات الغذائية والدوائية".
كارثة تفوق التحمّل
شهد قطاع غزة، منذ اندلاع العدوان الإسرائيلي في أكتوبر 2023، تدهورًا غير مسبوق في الوضع الإنساني، حيث شمل الحصار منع دخول الغذاء والدواء والوقود.
وخلّف القصف المستمر آلاف الضحايا ودمر منظومة الصحة العامة، ما أدى إلى شلل تام في قدرة المستشفيات على تقديم الرعاية الأساسية.
وتحول الجوع إلى "سلاح صامت"، بحسب تعبير منظمات حقوقية، لا يُسمع صداه إلا في صرخات الأمهات اللواتي يفقدن أطفالهن تباعاً، وفي أجساد صغيرة تذوي بصمت داخل غرف طوارئ خاوية من الغذاء والمحاليل الطبية.
دعوات لإنقاذ غزة
طالبت منظمات دولية، بينها برنامج الأغذية العالمي ومنظمة اليونيسف، بالتحرك العاجل لفتح ممرات إنسانية آمنة ومستدامة لإيصال المواد الغذائية والطبية إلى سكان غزة، وخاصة الأطفال والنساء والمرضى.
وحذّرت تلك الجهات من أن الأوضاع مرشحة للانفجار إذا استمرت سياسات الحصار، معتبرة أن "استخدام التجويع كسلاح ضد السكان المدنيين يُعد انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي الإنساني وجريمة حرب".
لم تكن هذه المرة الأولى التي يُستخدم فيها الجوع في سياق الحروب الحديثة، حيث وثّقت تقارير أممية استخدام هذا الأسلوب في صراعات متعددة خلال العقود الماضية، من البوسنة إلى سوريا واليمن.