موجة حرّ وجفاف تضرب العراق ودرجات الحرارة تتجاوز 51 درجة

موجة حرّ وجفاف تضرب العراق ودرجات الحرارة تتجاوز 51 درجة
الجفاف- أرشيف

تجاوزت درجات الحرارة في العاصمة العراقية بغداد وعدة محافظات جنوبية، اليوم الاثنين، حاجز 51 درجة مئوية في الظل، وسط موجة حرّ شديدة تضرب البلاد خلال واحدة من أكثر السنوات جفافًا منذ ما يقرب من قرن، وفق ما أعلنت هيئة الأنواء الجوية الرسمية.

سجّلت الهيئة الحكومية للأرصاد الجوية ارتفاعًا حادًا في درجات الحرارة لتبلغ ذروتها في العاصمة بغداد، ومحافظات البصرة وميسان وذي قار وواسط، حيث وصلت إلى 51 درجة مئوية، في حين سجلت 50 درجة في ثماني محافظات أخرى، بحسب ما ذكرت وكالة "فرانس برس"، اليوم الاثنين. 

وأوضحت الهيئة أن القياسات تتم في الظل، ما يعني أن الحرارة الفعلية تحت أشعة الشمس تتجاوز هذه المعدلات بأشواط.

ضعف البنية التحتية

شهدت الشوارع العراقية مظاهر إنهاك واضحة بين السكان، خصوصًا في بغداد، حيث اضطر المواطنون للاحتماء بمراوح ترشّ المياه وفّرها أصحاب المتاجر في محاولة لمواجهة القيظ الخانق

وازداد الوضع سوءًا مع الانقطاعات المتكررة في التيار الكهربائي، ما حرم ملايين العراقيين من أبسط وسائل التبريد.

وتجدّدت الاحتجاجات في مناطق عدة جنوب البلاد، حيث خرج المئات إلى الشوارع يومي الجمعة والأحد في مدن كالحلّة والديوانية، مطالبين بتحسين الخدمات الأساسية، لا سيما الكهرباء والمياه. 

وأغلق المتظاهرون طرقًا رئيسية وأضرموا النار في إطارات السيارات تعبيرًا عن سخطهم على تردّي الأوضاع المعيشية.

أزمة مناخية متراكمة

حذّرت الأمم المتحدة في تقارير سابقة من أن العراق ضمن الدول الخمس الأكثر تضررًا من آثار تغيّر المناخ، بما يشمل ارتفاع درجات الحرارة، وتراجع هطول الأمطار، وازدياد موجات الجفاف والعواصف الرملية. 

وقالت وزارة الموارد المائية العراقية، في بيان الأسبوع الماضي، إن "هذا العام يُعدّ من أكثر الأعوام جفافًا منذ عام 1933"، مشيرة إلى أن "الخزين المائي الحالي لا يتجاوز 8% من القدرة التخزينية الكلية للسدود والخزانات في البلاد".

وامتدت الموجة الحارّة إلى دول الجوار، حيث سجّلت تركيا يوم السبت درجة حرارة قياسية بلغت 50.5 مئوية في جنوب شرق البلاد. وفي إيران أدّت موجة الحر الأسبوع الماضي إلى انقطاع إمدادات المياه والكهرباء في معظم أنحاء البلاد.

تحذيرات مستقبلية

توقّعت هيئة الأنواء الجوية في العراق أن تنخفض درجات الحرارة قليلاً يوم الأربعاء، لكنها لم تستبعد موجات حر إضافية خلال أغسطس. 

وفي ظل تكرار مثل هذه الظواهر سنويًا، تتصاعد المخاوف من أن العراق، الذي يعاني أصلًا من ضعف بنى تحتية وخدمات عامة، قد يواجه صيفًا أكثر قسوة في السنوات القادمة إذا لم تُتخذ إجراءات عاجلة للتكيف المناخي وضمان الأمن المائي والكهربائي.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية