جهد امتد لثلاثة عقود.. رجاء أشبابي صوت مغربي داعم للنساء المهاجرات
جهد امتد لثلاثة عقود.. رجاء أشبابي صوت مغربي داعم للنساء المهاجرات
من شوارع الدار البيضاء إلى ضفاف باريس، ومن قاعات الجمعيات الإنسانية إلى ميادين التظاهرات من أجل فلسطين، نسجت رجاء أشبابي، الناشطة المغربية المقيمة في فرنسا منذ أكثر من ثلاثة عقود، حكاية امرأة حملت وطنها في قلبها، وجعلت من الغربة منصة للتضامن، خاصة مع النساء في أوضاع هشّة.
رجاء أشبابي ليست مجرد ناشطة، بل جسراً بين قارتين، وصوتاً لنساء لا يصل صوتهن، في رحلتها الممتدة بين المغرب وفرنسا، وبين الحلم والحقيقة، أثبتت أن التضامن لا تحده حدود، وأن الوطن يمكن أن يُحمل في القلب أينما حلّت الغربة، بحسب ما ذكرت وكالة "JINHA"، اليوم الاثنين.
تروي رجاء كيف غادرت المغرب وهي صغيرة، لكن الغياب لم يقطع حبال الانتماء: "الهجرة لم تكن سهلة، لكنني كنت محظوظة بأسرة أبقتني قريبة من وطني، كنت أزور المغرب مرتين في السنة، وأتابع كل ما يحدث فيه".
هذا الارتباط الوثيق فتح أمامها بابًا أوسع للعمل الإنساني، بدأ من فرنسا عبر منظمات كـ "لاكروا غوج"، حيث تعلّمت أن التضامن ليس مجرد عطاء، بل "مسؤولية متبادلة".
قلبها مع النساء
حين عادت للمغرب لفترات متقطعة، انخرطت في الفيدرالية المغربية الدولية للمجتمع المدني، وزارت دور المسنين، وقدمت الدعم لمناطق نائية مثل الحوز، قبل أن تنضم إلى منظمة "الرأفة والسلام" التي تضم نساء من مختلف الدول العربية.
تقول: "لأنني امرأة مهاجرة، أفهم الصمت والخوف والحاجة إلى من يقول: أنا هنا لأرافقك".
في فرنسا، تركّز جهودها على دعم النساء المهاجرات اللاتي يواجهن صعوبات لغوية أو قانونية، مرافِقةً إياهن في الإدارات، ومساعدةً إياهن على التعلم والمطالبة بحقوقهن.
فلسطين.. الجرح المفتوح
حين تذكر فلسطين، يتغير صوتها: "ما يحدث هناك يدمي القلب.. النساء الفلسطينيات لا يواجهن الحصار والقصف فقط، بل فقدان الأبناء والموت البطيء".
بالنسبة لها، كل أم فلسطينية مدرسة في الصبر، وكل فتاة تحت القصف مقاومة، وتؤكد: "الصمت جريمة. حتى لو كانت أيدينا مقيدة، يمكننا رفع أصواتنا والتظاهر والكتابة".
لا تتوقف حدود تضامن رجاء عند فلسطين، بل تمتد إلى ليبيا وسوريا والسودان، حيث ترى أن النساء هناك يعشن "أزمات مركّبة" من حرب وتشريد وعنف، وأن الخطر الأكبر هو النسيان: "أي شخص لديه منبر يجب أن يكون صوتًا لهن، لأن النسيان أقسى من الحرب".
رسالة لجيل التغيير
في رسالتها للشباب، تلخص فلسفتها: "لا تتخلوا عن الحلم. التغيير يبدأ بمبادرات صغيرة. لا تجعلوا الهجرة غاية، بل وسيلة لخدمة أوطانكم".
وتضيف: "العالم مفتوح أمامكم، والأدوات بين أيديكم. آمنوا بأفكاركم وطوروها".