مأساة في مياه اليمن… 68 قتيلاً وعشرات المفقودين إثر غرق مركب مهاجرين
مأساة في مياه اليمن… 68 قتيلاً وعشرات المفقودين إثر غرق مركب مهاجرين
في مشهد مأساوي يعكس قسوة طرق الهجرة غير النظامية، أعلنت المنظمة الدولية للهجرة، اليوم الاثنين، أن 68 شخصًا على الأقل لقوا حتفهم غرقًا قبالة السواحل الجنوبية لليمن، فيما لا يزال العشرات في عداد المفقودين، وسط جهود إنسانية لانتشال الجثث وإنقاذ الناجين.
وقال رئيس بعثة المنظمة في اليمن، عبد الستار عيسويف، لوكالة “فرانس برس” إن القارب كان يقل 157 شخصًا، ولم ينجُ منهم سوى 12 مهاجرًا حتى الآن، في حين تواصل فرق البحث محاولاتها للوصول إلى المفقودين، رغم صعوبة الظروف البحرية.
وبحسب إدارة أمن محافظة أبين، كان أغلب ركاب القارب من المهاجرين الإثيوبيين، خصوصًا من قومية الأورومو، الذين فرّوا من العنف والفقر في بلادهم، آملين الوصول إلى مستقبل أفضل عبر اليمن.
وبدأت الرحلة من القرن الإفريقي، مرورًا بمضيق باب المندب، أحد أخطر الممرات البحرية في العالم، حيث يتربص الموت بالمهاجرين في أي لحظة، إما غرقًا أو برصاص المهربين.
وأكدت السلطات المحلية أن فرق الإنقاذ نفذت "عملية إنسانية واسعة لانتشال جثث الضحايا"، في مشهد وصفه أحد المسعفين بأنه "أجساد متراصة على الشاطئ، وملابس ممزقة، ووجوه غارقة في الملح والخوف".
طريق الهجرة الشرقي
رغم الحرب الدائرة في اليمن منذ 2014، لا يزال هذا البلد محطة رئيسية لما يعرف بـ "الطريق الشرقي" للهجرة، حيث يعبر آلاف المهاجرين الأفارقة سنويًا من جيبوتي أو الصومال باتجاه السواحل اليمنية.
لكن هذه الرحلات غالبًا ما تنتهي بمآسٍ، إذ يتعرض المهاجرون للاستغلال والعنف من قبل المهربين، فضلًا عن أخطار الغرق في قوارب متهالكة.
ووفق بيانات المنظمة الدولية للهجرة، فقد لقي 558 مهاجرًا حتفهم العام الماضي على هذا الطريق، بينهم 462 ضحية غرق، ما يجعل منه أحد أكثر طرق الهجرة دموية في العالم.
تاريخ متكرر من الكوارث
هذه الحادثة ليست الأولى من نوعها هذا العام؛ ففي الشهر الماضي، أجبر مهربون نحو 30 مهاجرًا على القفز في مياه البحر الأحمر، ما أدى إلى غرق 8 أشخاص على الأقل وفقدان 22 آخرين.
تكرار هذه المآسي يكشف أن الهجرة عبر اليمن ليست خيارًا آمنًا، بل مغامرة محفوفة بالموت، حيث تتحول أحلام النجاة والعمل إلى رحلة بلا عودة.
وتدعو المنظمات الحقوقية والإنسانية المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل للحد من هذه الكوارث، من خلال مكافحة شبكات التهريب، وتوفير طرق هجرة آمنة، وحماية المهاجرين العالقين في اليمن من الاستغلال والانتهاكات.