"تناول أبرز القضايا الحقوقية والإنسانية".. صدور العدد الـ(78) من النسخة الرقمية لـ"جسور بوست"
"تناول أبرز القضايا الحقوقية والإنسانية".. صدور العدد الـ(78) من النسخة الرقمية لـ"جسور بوست"
صدر العدد الـ(78) من النسخة الرقمية لصحيفة "جسور بوست"، المتخصصة في القضايا الحقوقية والإنسانية، الخميس، حيث تناول أبرز الأحداث التي شهدها الأسبوع الماضي في مناطق النزاع وأزمات حقوق الإنسان في العالم، إلى جانب تحليلات حول مسارات الأزمات والحلول الممكنة لها، وجاءت أبرز الموضوعات كالآتي:
استهل العدد الجديد من “جسور بوست” موضوعاته الحقوقية بتقرير حول قمع النظام الإيراني لمعارضيه في الخارج بعد تحذيرات أجهزة استخبارية غربية حديثة تشير إلى تصاعد أنشطة تهدد أمن معارضي النظام الإيراني خارج البلاد، حيث كشفت تقارير عن لجوء طهران إلى شبكات إجرامية وعناصر بالوكالة لملاحقة الصحفيين والمعارضين في أوروبا وأمريكا الشمالية وكندا، واتخذت التهديدات أبعاداً خطيرة تجاوزت الحملات الإلكترونية إلى محاولات قتل وخطف وابتزاز، فيما أكدت قناة إيران إنترناشيونال أن أكثر من 45 صحفياً وذويهم تعرضوا لاستهداف مباشر، وبين التقرير أن ردود الفعل الدولية جاءت قوية عبر بيانات مشتركة من الولايات المتحدة وبريطانيا وكندا وأوروبا نددت بانتهاك السيادة، في وقت طالبت فيه منظمات حقوقية كهيومن رايتس ووتش وفريدوم هاوس بتحرك أممي عاجل لحماية الصحفيين والمعارضين.
أزمة المشردين في الولايات المتحدة
سلط العدد الجديد الضوء على أمر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بإبعاد المشردين فوراً من شوارع واشنطن والذي أثار عاصفة من الجدل السياسي والاجتماعي، إذ اعتبره معارضون محاولة لتجميل المشهد العام على حساب حقوق الفئات الأكثر ضعفاً، منوهاً بأن التقارير الرسمية أظهرت قفزة غير مسبوقة في أعداد المشردين على المستوى الوطني، حيث يفتقر نحو 770 ألف شخص إلى مأوى مستقر، بزيادة تتجاوز 18 في المئة على العام الماضي، ما يؤكد أن الأزمة بنيوية وليست ظرفية.
منظمات المجتمع المدني والخبراء الحقوقيون شددوا على أن الإبعاد القسري يفاقم المشكلات ويقطع الروابط بالخدمات الأساسية، فيما الحلول المبنية على الإسكان الدائم أثبتت فعاليتها اقتصادياً واجتماعياً.
تداعيات أزمة التضليل الصحي
تطرق أحد تقارير العدد إلى الهجوم الدموي الذي وقع قرب مقر مراكز السيطرة على الأمراض في أتلانتا الأمريكية حيث كشف وجهاً خطيراً من وجوه التضليل الصحي، إذ أودى بحياة ضابط شرطة وأصاب آخرين في سياق ربطه المهاجم بين لقاحات كوفيد-19 ومعاناته النفسية، وقد أظهرت التحقيقات أن الحادث لم يكن معزولاً بل نتيجة سنوات من حملات تضليل غذّت الشكوك والعزلة، ما جعل الخطاب المعادي للقاحات يتحول من جدل رقمي إلى عنف مادي، وقد طالبت النقابات الصحية بإدانة صريحة وحماية عاجلة للعلماء والعاملين، فيما انتقد خبراء تأخر الرد الحكومي وضعف الحزم في مواجهة خطاب التشكيك، وتؤكد الحقائق العلمية أن اللقاحات أنقذت ملايين الأرواح، لكن التردد في مواجهة التضليل يترك مساحة مفتوحة لتكرار المآسي، ولذلك شددت التوصيات الحقوقية على أن حماية الباحثين وتحصين المجتمع بالمعلومات الصحيحة هو استثمار في حياة الناس، بينما استمرار خطاب الكراهية ضد العلم يهدد الأمن الصحي والاجتماعي معاً.
اغتيال الصحفي الفلسطيني أنس الشريف
تناول العدد الجديد حادث اغتيال الصحفي الفلسطيني أنس الشريف والذي مثّل صدمة عميقة للرأي العام العالمي، بعدما صار اسمه الأبرز في نقل تفاصيل المأساة الإنسانية في غزة منذ السابع من أكتوبر، منوهاً بأنه رفض أن يغادر القطاع رغم تهديدات مباشرة ومتكررة، وواصل توثيق المجازر والدمار، مؤمناً بأن لا أحد في غزة آمناً، لا هو ولا أطفاله ولا زملاؤه، لترد إسرائيل باستهدافه رفقة صحفيين آخرين قرب مستشفى الشفاء، محاولة تبرير ذلك باتهامات واهية، فيما عدّت مفوضية حقوق الإنسان العملية انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي، ودعت لفتح المجال أمام الصحافة العالمية.
العنف في هايتي
كما تناولت النسخة الرقمية ما أعلنته حكومة هايتي من حالة الطوارئ لثلاثة أشهر في مناطق وسط البلاد، بعد تفاقم غير مسبوق في عنف العصابات المسلحة التي باتت تهدد حياة المدنيين وأمنهم الغذائي معاً، هذه العصابات لم تكتف بفرض الرعب عبر القتل والخطف، بل استهدفت ما يُعرف بـ"سلة الأرز"، المنطقة الزراعية الأهم التي تغذي البلاد، عبر تهجير المزارعين وحرق القرى وتدمير البنية الإنتاجية، ما تسبب بانهيار الزراعة وترك آلاف الأسر بلا مأوى أو مصدر رزق، ووفق تقارير الأمم المتحدة، أودى العنف بحياة أكثر من 4800 شخص منذ أكتوبر 2024، إضافة إلى مئات الإصابات وحالات الخطف والاتجار بالبشر، وطالت التداعيات الأمن الغذائي بشكل مباشر، إذ انكمش الإنتاج وارتفعت أسعار المواد الأساسية، ما دفع آلاف العائلات نحو حافة المجاعة.
القمع في عهد حركة طالبان
تضمن العدد تقرير بعثة الأمم المتحدة في أفغانستان حول سياسات حركة طالبان بعد عودتها إلى السلطة والتي لم تقلص الانتهاكات بل عمّقتها عبر ثلاثية القمع: قيود يومية على النساء، وعقوبات جسدية علنية، وقمع للإعلام والمجتمع المدني، منوهاً بأن أخطر ما يواجهه المجتمع هو استهداف النساء بحرمانهن من التعليم والعمل وفرض قيود على التنقل، وهو ما يعصف بمستقبل جيل كامل ويضع أفغانستان في عزلة خانقة، كما رصد التقرير تنفيذ إعدامات وجلد واعتقالات تعسفية في ظل محاكمات غير عادلة، بالتوازي مع إغلاق مؤسسات إعلامية وإسكات الصحفيين.
الانتهاكات الإسرائيلية في غزة
عرض العدد في أحد تقاريره استهداف طائرات الجيش الإسرائيلي خيمة للصحفيين أمام مستشفى الشفاء في غزة، ما أسفر عن استشهاد سبعة أشخاص بينهم عدد من الصحفيين البارزين كانوا يوثقون المأساة المستمرة منذ نحو عامين حيث جسدوا بعدساتهم تفاصيل الدمار والجوع والتهجير قبل أن يصبحوا هم أنفسهم جزءًا من القصة، فيما أدانت الأمم المتحدة القصف واعتبرته خرقًا خطيرًا للقانون الدولي، لكنها لم تقدم سوى بيان استنكار يعكس عجز المجتمع الدولي عن حماية الصحفيين، الحادثة تعكس استهدافًا ممنهجًا للإعلاميين في غزة، حيث استشهد العشرات منذ بدء الحرب، في تجاهل لاتفاقيات جنيف التي تنص على حمايتهم كمدنيين. وبينما سقط الشهداء في ساحة المستشفى، بقيت رسالتهم حيّة: أن الحكاية لا تنتهي باغتيال شهودها.
أزمة الأدوية المزورة عبر منصات التجارة الإلكترونية
تطرق العدد إلى أزمة الأدوية المزورة والمغشوشة عبر منصات التجارة الإلكترونية وما تمثله من تهديد عالمي يتجاوز الحدود، حيث تصل منتجات مغشوشة أو ملوثة مباشرة إلى المستهلكين وتعرض حياتهم للخطر، هذه الظاهرة لا تقتصر على دول فقيرة، بل تضرب أسواقاً متقدمة أيضاً، مسببة خسائر صحية واقتصادية بمليارات الدولارات، لافتاً أن شواهد مأساوية كوفاة مئات الأطفال بشراب سعال ملوث، وانتشار عقاقير مزيفة لعلاج السمنة والسكري، تؤكد أن السوق الأسود يستغل الحاجة والطلب المرتفع، ورغم الحملات الأمنية والعمليات الدولية، تظل العقوبات ضعيفة مقارنة بجرائم أخرى، ما يسمح باستمرار النشاط. وتبقى مواجهة الأزمة رهناً بإرادة سياسية دولية، وتشريعات رادعة، وتعاون رقمي وصحي شامل يعيد الثقة إلى سلاسل الدواء ويحمي الفئات الأكثر ضعفاً.
خطة تهجير الفلسطينيين
أفرد العدد الجديد في أحد تقاريره، ما تم الكشف عنه من سيناريوهات لنقل مئات الآلاف من سكان غزة إلى دول مثل الصومال وأرض الصومال تحت عنوان "إعادة توطين مؤقتة"، ما اعتُبر محاكاة للتطهير العرقي، منوهاً بأن الوثائق التي صُممت لصالح رجال أعمال إسرائيليين سعت لتسويق الخطة باعتبارها مشروعًا اقتصاديًا مربحًا، لكنها قوبلت بانتقادات حادة من منظمات إنسانية مثل "إنقاذ الطفولة"، التي وصفت العمل بأنه مجرد من الإنسانية ومتورط في انتهاكات خطيرة، كما تكشف القضية عن أزمة أوسع تتعلق بتسييس الإغاثة وتحويل غزة إلى مختبر لنماذج تقنية باردة تتجاهل الحقوق والكرامة الإنسانية.
يمكن لقراء "جسور بوست" مطالعة المزيد من الموضوعات الحقوقية والإنسانية عبر هذا الرابط