ملايين الصوماليين يواجهون انعدام الأمن الغذائي وسط نزاع وتراجع المساعدات

ملايين الصوماليين يواجهون انعدام الأمن الغذائي وسط نزاع وتراجع المساعدات
صوماليون يعانون سوء التغذية

 

أعلنت هيئة إدارة الكوارث في الصومال أن نحو 4,4 مليون شخص في البلاد يواجهون انعدام الأمن الغذائي الحاد، في واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية التي تشهدها البلاد منذ سنوات، وأكدت الهيئة أن أكثر من مئة ألف شخص نزحوا داخليا منذ يونيو الماضي نتيجة تصاعد النزاع وانعدام الاستقرار.

أطفال على شفا المجاعة

أوضحت السلطات في بيان صدر الخميس أن 1,7 مليون طفل دون سن الخامسة يعانون سوء التغذية الحاد، بينهم 466 ألفا في حالة حرجة تتطلب تدخلا عاجلا، وتشير تقديرات منظمات الإغاثة إلى أن الأوضاع مرشحة للتفاقم مع استمرار تراجع المساعدات الخارجية وعدم كفاية الموارد المحلية لمواجهة الأزمة الإنسانية.

تغيّر مناخي وصراع طويل

يقول خبراء الأمم المتحدة إن الصومال من أكثر الدول في العالم تأثرا بتداعيات التغير المناخي، فقد شهدت البلاد خلال السنوات الخمس الماضية أسوأ موجة جفاف منذ أربعة عقود، أعقبها فيضانات مدمرة ضربت مناطق واسعة وأتلفت الأراضي الزراعية، وفي الوقت نفسه، يستمر الصراع المسلح مع حركة الشباب المرتبطة بتنظيم القاعدة، وهو نزاع ممتد منذ عقود ويمثل عاملا رئيسيا في تفاقم معاناة السكان.

نزوح واسع وتوترات داخلية

أشارت هيئة إدارة الكوارث إلى أن القتال الأخير بين القوات الحكومية وقوات موالية لولاية جوبالاند شبه المستقلة تسبب في نزوح 38 ألف شخص خلال أسابيع قليلة، فيما فر أكثر من عشرة آلاف إلى كينيا المجاورة، هذه التحركات القسرية تزيد من هشاشة المجتمعات المحلية وتثقل كاهل الموارد الإنسانية المحدودة.

تراجع الدعم الدولي

أدت التخفيضات الكبيرة في المساعدات الدولية إلى تفاقم الأزمة في الصومال، خصوصا بعد تقليص الولايات المتحدة مساهماتها، وهي التي كانت تعد المانح الأكبر للصومال، وقد حذرت منظمات إنسانية من أن نقص التمويل سيؤدي إلى إغلاق مرافق حيوية تقدم العلاج والغذاء، مثلما أشارت منظمة "سيف ذي شيلدرن" البريطانية في مايو الماضي إلى أنها قد تضطر إلى إغلاق ربع برامجها داخل البلاد.

تقع دولة الصومال، ذات الـ18 مليون نسمة، في قلب منطقة القرن الإفريقي التي تعاني تقاطعا بين الأزمات المناخية والنزاعات المسلحة، وقد عانت البلاد منذ التسعينيات من انهيار مؤسسات الدولة ونزاعات داخلية متواصلة، وفي السنوات الأخيرة، تسبب مزيج من الجفاف الممتد والفيضانات المفاجئة والعنف المستمر في إفقار المجتمعات الزراعية والرعوية، بينما أدت فجوة التمويل الدولي إلى تقويض جهود الإغاثة، ووفق تقديرات وكالات الأمم المتحدة، فإن استمرار التدهور قد يقود إلى سيناريوهات مجاعة شبيهة بما شهدته البلاد في أوائل التسعينيات، حيث فقد مئات الآلاف حياتهم، وتضع الأزمة الحالية الصومال مرة أخرى أمام لحظة اختبار إنساني حاسم يتطلب تدخلا عاجلا من المجتمع الدولي.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية