"تطبطب على القلوب".. رولا دلول تتحدى الحرب في غزة بالموسيقى

"تطبطب على القلوب".. رولا دلول تتحدى الحرب في غزة بالموسيقى
رولا دلول تعلم أطفال غزة الموسيقى

ارتفعت أصوات القذائف والصواريخ في سماء غزة طول عامين متواصلين، حتى كادت تطغى على كل صوت آخر، لكن وسط هذا الركام يطل صوت آخر، صوت غيتار صغير بين يدي رولا دلول، ليعيد للأذهان معنى أن الحياة قادرة على المقاومة. 

في مركز رشاد الشوا المدمر، على أطلال المباني، أو حتى في خيام النزوح، تجلس الشابة الغزية وتعزف ألحانها لتمنح الأطفال والنساء جرعة من أمل نادر.. لم تكتف دلول بمواجهة الحرب بصمت، بل حولت الموسيقى إلى صرخة مقاومة، بحسب ما ذكرت وكالة “JINHA”، اليوم الأحد. 

تقول: "الحرب سرقت منا كل شيء.. لكن الموسيقى تطبطب على القلوب المتعبة وتنتشلنا من حالة اليأس". 

ومن خلال جلسات جماعية صغيرة، تغني مع النساء أغاني شعبية ووطنية مثل "الميجانا" و"بكتب اسمك يا بلادي"، ليصبح الغناء وسيلة علاج نفسي، ومساحة آمنة للتنفس بعيداً عن الخوف والجوع والنزوح.

رحلة مع الغيتار

بدأت دلول رحلتها مع الموسيقى منذ أن كانت طفلة في التاسعة من عمرها، حين تعلمت البيانو أولاً ثم انتقلت إلى الغيتار الذي وجدت فيه روحاً مرحة تناسب مدينتها المنهكة. 

وتقول: "غزة لا تحتاج لمزيد من الحزن.. اخترت الغيتار لأن ألحانه تبعث الفرح والطاقة". 

وبالرغم من انتقادات البعض لكونها تعزف، في حين أن "الناس تموت"، فإن الأغلبية سرعان ما تنضم إلى الجلسات، تردد معها الأغاني أو تكتفي بالاستماع لجرعة فرح عابرة.

موسيقى تواجه القيود

في مجتمع محافظ ومحاصر، لا تجد النساء مساحة واسعة للتعبير الفني، وتوضح رولا أن المجتمع يتسامح مع الفتيات الصغيرات العازفات، لكن ما إن يتجاوزوا الثانية عشرة، تبدأ القيود والمراقبة الاجتماعية. 

ومع ذلك تواصل عزفها وتعليم الفتيات الراغبات، مؤكدة أن الجيل الجديد أكثر تقبلاً وانفتاحاً على الفنون. وقد لاقت إحدى أغانيها على مواقع التواصل دعماً واسعاً من الشباب الغزيين الذين عدوها "جرس أمل" وسط الحرب.

لا تقتصر تحديات دلول على القصف والحصار فقط، بل تواجه صعوبات معيشية قاسية، تقول: "أحياناً أمتنع عن المشاركة في فعاليات بسبب انعدام وسائل المواصلات.. وأحياناً أخرج من البيت مسرعة دون طعام، فأبقى طول النهار جائعة لأنه ببساطة لا يوجد ما يُشترى". 

الفن.. مقاومة يومية

رغم ذلك، تحمل رولا دلول، غيتارها وتسير إلى المتنزهات العامة أو البحر، لتثبت أن الفن في غزة ليس ترفاً بل مقاومة يومية.

وبينما يترقب سكان غزة الموت في أي لحظة، تعزف رولا دلول لتذكرهم أن الحياة لا تزال ممكنة. 

ألحانها التي تنبعث من بين الأنقاض ليست مجرد موسيقى، بل فعل تحدٍ ورسالة تقول إن الغناء قادر على الانتصار، ولو للحظات، على صوت الحرب.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية