غزة بين القصف والجوع.. نساء وفتيات يواجهن الموت على جبهتين
غزة بين القصف والجوع.. نساء وفتيات يواجهن الموت على جبهتين
استيقظ سكان قطاع غزة في الساعات الأولى من اليوم الأحد، على أصوات القصف من جديد، أحد عشر مواطناً فلسطينياً فقدوا حياتهم في ساعات قليلة، بينهم ثلاثة كانوا ينتظرون المساعدات شمال رفح، لكنهم لم يحصلوا على ما جاؤوا من أجله؛ الرصاص سبقهم إلى الموت.
داخل مشفى العودة، يتزاحم الجرحى على الأسرّة، 20 إصابة وصلت خلال يوم واحد فقط، بينها نساء حاولن الاحتماء من القصف في جنوب وادي غزة، لكن شظايا الصواريخ لحقت بهن، خمس حالات وُصفت بالحرجة أُحيلت إلى مشفى الأقصى، بينما تبقى الأصوات المكتومة لأهالي الضحايا شاهدة على المأساة.
في مكان آخر من المدينة، كان مشهد أكثر إيلاماً.. سبعة مواطنين سقطوا جراء قصف ساحة مشفى المعمداني، المكان الذي يُفترض أن يكون ملاذاً آمناً للمرضى والمصابين، تحوّل إلى ساحة موت جديدة، ليعمّق جراحاً إنسانية لم تلتئم بعد.
البحث عن الحياة بين الأنقاض
وسط هذا المشهد الدموي، تبرز مأساة أخرى أقل ضجيجاً لكنها أكثر قسوة، حذرت الأونروا وهيئة الأمم المتحدة للمرأة من أن نحو مليون امرأة وفتاة في غزة يعانين من التجويع والعنف، ليس فقط بسبب القصف المباشر، بل بسبب الحصار الذي حرمهن من أبسط مقومات الحياة.
وأشار البيان الأممي إلى أن النساء والفتيات يجبرن على الخروج يومياً بحثاً عن الماء أو الخبز، رحلة محفوفة بالمخاطر قد تنتهي بالموت تحت القصف أو برصاص القنص. بعضهن يعدن خاليات الوفاض، وأخريات لا يعدن أبداً.
الجوع في غزة لم يعد مجرّد شعور مؤقت، بل أصبح "سلاحاً موازياً" كما يصفه نشطاء الإغاثة، النساء والأطفال هم الأشد تضرراً؛ وجوه شاحبة، أجساد أنهكها الانتظار الطويل أمام شاحنات المساعدات التي نادراً ما تصل.
"الحرب لا تقتلنا بالصواريخ فقط، بل بحرماننا من اللقمة والماء"، تقول إحدى الأمهات التي فقدت زوجها وتصارع اليوم من أجل إطعام أطفالها الثلاثة.. شهادتها تختصر مأساة آلاف النساء اللواتي وجدن أنفسهن على خط النار من أجل البقاء.
الحاجة إلى إنقاذ عاجل
النداءات الدولية تتزايد، لكن الاستجابة لا تزال محدودة، وشددت الأمم المتحدة على أن وقف إطلاق النار ورفع الحصار هما السبيل الوحيد لحماية المدنيين والسماح بإدخال المساعدات الإنسانية.
وبينما تتحدث البيانات عن أمور كارثية، يواصل المدنيون في غزة مواجهة معركتين يومياً؛ معركة البقاء تحت القصف، ومعركة النجاة من الجوع.