جريمة هزّت أمريكا.. لجنة قضائية ترفض الإفراج عن إريك مينينديز
جريمة هزّت أمريكا.. لجنة قضائية ترفض الإفراج عن إريك مينينديز
رفضت لجنة قضائية أمريكية، الإفراج المشروط عن إريك مينينديز (54 عامًا) المدان مع شقيقه الأكبر لايل (57 عامًا) بقتل والديهما في جريمة مروّعة هزّت مدينة بيفرلي هيلز عام 1989، وأثارت واحدة من أكثر المحاكمات متابعة في الولايات المتحدة مطلع التسعينيات.
وقررت اللجنة المسؤولة عن إدارة الإصلاح والتأهيل في كاليفورنيا تمديد بقاء إريك خلف القضبان لثلاث سنوات إضافية قبل أن يُتاح له تقديم طلب جديد. القرار شكّل أيضًا إشارة سلبية لشقيقه لايل الذي يمثل أمام لجنة منفصلة، الجمعة، مع احتمال أن يلقى المصير نفسه، بحسب ما ذكرت وكالة "فرانس برس".
ورغم أن حكم السجن المؤبد الصادر بحقهما قد خُفِّف في مايو الماضي بما يتيح إمكانية الإفراج المشروط، إلا أن اللجنة شكّكت في "صدق التغيّر" لدى إريك.
أعضاء اللجنة أبدوا مخاوف بشأن تعاطيه المخدرات والكحول داخل السجن حتى عام 2013، واستخدامه هواتف محظورة، إضافة إلى اتهامات بمساعدة عصابة من داخل السجن قبل نحو عقد.
وقال عضو اللجنة روبرت بارتون: "هذه القدرة على إظهار وجه والتصرف بشكل مختلف تُقلقنا.. قد ينمو المرء وينضج في بعض النواحي، لكن لديه مكامن غموض في نواحٍ أخرى".
جريمة مروّعة
في ليلة 20 أغسطس 1989، استخدم الشقيقان بنادق صيد لإطلاق النار على والدهما خوسيه مينينديز، رجل الأعمال الكوبي الأصل، فأردوه بخمس رصاصات إحداها في ركبته، في حين لقيت والدتهما كيتي مصرعها وهي تحاول الزحف بعيدًا عن النار.
الادعاء اتهمهما حينها بقتل والديهما بدافع الطمع في ثروة العائلة المقدرة بـ14 مليون دولار، وفي المقابل، قدّم فريق الدفاع رواية مغايرة، مؤكدًا أن الشقيقين كانا ضحية اعتداء جنسي مستمر من والدهما، وأن والدتهما كانت على علم بذلك.
ورغم أن هذه الحجة أثارت تعاطفًا عامًا واسعًا، فإن هيئة المحلفين انتهت إلى إدانتهما بالسجن المؤبد.
بين "الندم" و"المناورة"
خلال جلسة الخميس، نفى إريك أن يكون ما فعلاه دفاعًا عن النفس، لكنه تحدّث عن "الرعب النفسي" الذي كان يعيشه تحت سلطة والده، وقال: "كان الهروب يعني الموت… من الصعب التعبير عن حجم الخوف الذي كان يسببه والدي".
كما عبّر عن "أسفه الشديد" لعائلته، قائلاً: "أريد أن تفهم عائلتي أنني أشعر بندم عميق على ما سببته لهم".
لكن ممثل الادعاء العام في لوس أنجليس، حبيب باليان، شكك في صدق هذا الندم، معتبرًا أن إريك لا يزال يقلل من مسؤوليته بعد أكثر من ثلاثة عقود.
وقال: "عندما يستمر شخص ما في تقديم الأعذار الزائفة نفسها، فإنه لا يزال بنفس الخطورة التي كان عليها حين ارتكب الجريمة".
قضية لا تغيب عن الإعلام
قضية الأخوين مينينديز حظيت بمتابعة غير مسبوقة مطلع التسعينيات، وكانت من أولى المحاكمات التي بثت وقائعها على التلفزيون. وقد عادت بقوة إلى الواجهة العام الماضي بفضل مسلسل تلفزيوني ووثائقي على منصة "نتفليكس".
حتى اليوم، تحظى القضية باهتمام الرأي العام الأمريكي، خاصة مع وجود شخصيات شهيرة مثل كيم كارداشيان تدعو إلى الإفراج عنهما، باعتبارهما "سجينين نموذجيين" تغيّرا جذريًا وراء القضبان.
ورغم دعم مؤيديهم، يبقى الطريق أمام الأخوين مليئًا بالعقبات، حتى إذا حصل لايل على توصية بالإفراج، فإن العملية قد تستغرق أربعة أشهر، والقرار النهائي يعود إلى حاكم كاليفورنيا غافن نيوسوم، الذي يملك سلطة رفض أو تأكيد الإفراج.
وفي حال أصرّ القضاء على إبقائهما خلف القضبان، ستبقى قضية مينينديز شاهدًا على واحدة من أعقد الملفات الجنائية الأمريكية التي جمعت بين الجريمة العائلية البشعة، والادعاءات بالاعتداء، وصراع المال، والدراما الإعلامية المستمرة منذ أكثر من 30 عامًا.